تاسعا:
تعيين أئمة من الجيش للقيام بخدمة الجنود المسلمين الدينية.
عاشرا:
تقديم مأكولات للجنود المسلمين ليس فيها طعام محرم في الدين الإسلامي.
حادي عشر:
منح المسلمين الحرية في إنشاء الجمعيات الخيرية، والنوادي الأدبية العلمية؛ لتعمل على ترقية المسلمين ماديا وأدبيا.
وبعد صدور الأمر القيصري بالتصديق على هذا القرار انشرحت صدور المسلمين في روسيا، وتنسموا رائحة الحرية التي ساعدتهم على السير في طريق الرقي الأدبي؛ فأنشأوا الجرائد العديدة بلغتهم العربية؛ فأصبح عندهم نحو مائتي جريدة ومجلة: سياسية، وأدبية، وتاريخية، ودينية، بعد أن كانت جرائدهم قليلة العدد جدا، وألغى كثيرون القسم الروسي من جرائدهم، وأنشأوا أيضا كثيرا من الجمعيات الخيرية والأدبية والمدارس العديدة، وأصبحوا يرفلون في رياض الحرية.
على أن كثيرين من كتابهم الفضلاء ما زالوا يشكون من جمود المسلمين في روسيا، وتمسكهم بعقائد وتقاليد قديمة، وأنه يلزمهم وقت طويل لمجاراة الأمم الغربية في مضمار الحياة، وإقبالهم على تعلم العلوم العالية، وكثيرون من أولئك الكتاب الأفاضل أخذوا يؤلفون الكتب، ويكتبون المقالات في الجرائد والمجلات؛ يحثون بها أبناء دينهم على طرح نير الجمود والاستكانة، ويرشدونهم إلى طريق الرقي، وبوجه الإجمال فإن مسلمي روسيا نهضوا في هذه الأيام نهضة شريفة تبشر بحسن الاستقبال وخير المآل، إن لبثوا سائرين على محور الهمة والنشاط حقق الله آمالهم.
على أن الحكومة الروسية من قديم الزمان كانت - وما زالت ولن تزال - عاملة على معاملة المسلمين في بلادها بالحسنى، ومنحتهم كثيرا من الحقوق لم تمنحها لغيرهم من الأمم المستظلة بالراية الروسية، ولا عجب في ذلك؛ فإن المسلمين في روسيا أظهروا في حوادث كثيرة على أنهم من أشد الناس إخلاصا لحكومتهم، وطالما دافعوا عنها بنفوسهم وأموالهم، واشتهرت الجنود الإسلامية في الجيش الروسي بالبسالة والإقدام والدفاع عن حقوق الوطن، وقد عرف فيهم ذلك قياصرة روسيا فاختاروا حرسهم الخاص منهم، ومنحوهم حقوقا عديدة.
والحكومة الروسية من قديم الزمان تحافظ على شعور المسلمين الديني، وتعاملهم في الحقوق المدنية بحسب الشريعة الإسلامية، وقد نشرت في العدد 3605 من جريدة المؤيد الصادرة يوم الاثنين الموافق 10 مارس سنة 1902 مقالة تحت عنوان «الشريعة الإسلامية في المحاكم الروسية» وجدت إظهارا للحقيقة أن أنشرها هنا، وهي معربة عن جريدة نوفويه فريميا أشهر الجرائد الروسية، ولسان حال وزارة الخارجية الروسية، وها هي بنصها وفصها:
Página desconocida