La Migración y el Testamento
الهجرة والوصية
Géneros
[وصيته عليه السلام في ترك الكذب]
فمما نهاكم الله عنه وزجر: الكذب في القول والشهادة والخبر، فلا تقولوا يابني زورا ولا كذبا ولا تخبروا خبرا باطلا، فإن الله يمقت الباطل والكذب وقوله، ولا يجب ولا يهدي أهله، يقول الله في كتابه وهو يذكر ما يحل بمن كذب من سخطه وعقابه: {إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب} [غافر: 28]، وقال سبحانه: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} [النحل: 105]، وقال سبحانه وهو ينهى عن الكذب وشهادة الزور، وهو يصف عباده الناجين، ويخبر سبحانه وهو ينهى عن الكذب أحد كبائر الذنوب التي يعذب عليها المعذبين: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} [الفرقان: 72] ولكفى بقول الله: {إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب} [غافر: 28] نهيا عن الكذب لمن كان ذا عقل من أولي الألباب، فلو لم ينزل الله عن ذلك نهيا لكان الكذب منكرا، قولا كان الكذب أو شهادة أو خبرا، ولكان ينبغي أن يتركه من كان ذا نسب وحسب حرا.
وقد قال جدكم القاسم بن إبراهيم رحمة الله عليه في النهي عن الكذب شعرا، فقال رضي الله عنه:
ما لكريم النصاب والكذب .... ذاك فعال اللئام في الحسب
لو أعطي الحر أن يفه كذبا .... ملك جميع الملوك من عرب
ما رضي الحر أن يميل به .... لزعمة من زعائم الكذب
والزور أمر قلاه خالقنا .... وذمه في منزل الكتب
والعبد إلف له يقلبه .... يميل منه في كل منقلب
يكذب إما لرغبة طمعا .... أو رهبة للمجون واللعب
أعيذ نفسي ومن ولدت ومن .... أحببت من قول كل مكتذب
Página 90