فابدؤا يابني بطاعته وتقواه يكف الله بطاعته وخشيته كل من
يطيعه منكم ويخشاه جميع ما يهمه منكم من أمر آخرته ودنياه، فقد رأيتم كيف كرم الله ورحمته، ولطفه وإحسانه ورأفته بجميع خلقه، مع معاصيهم وظلمهم لأنفسهم، بإغفال عظيم ما يجب عليهم من واجب حقه، لا يقطع بذلك عنهم ما يتصل بهم ليلا ونهارا من عطايا نعمه ورزقه، فاتقوا الله ربكم وبارئكم، ذا الإحسان والنعم عليكم، معطي جميع النعم دقيقها وجليلها والخيرات كلها، عباده وخلقه من أهل الأرض والسماوات، فلله سبحانه الدنيا والآخرة، ومنه تعالى النعم فمنها الظاهرة والباطنة، فاتقوا الله فالوصية لكم يابني أفضل وأجزل من كل نفيس وعظيم من العطية.
[معنى التقوى ]
فتقوى الله يابني فهي: الانتهاء عن كل ما حرم الله من جميع المعصية، وطاعته، والمصير إليها، والإيثار لها والصبر عليها، والنجاة في الدنيا والآخرة لها من كل عظيمة وبلية.
Página 36