69

طفل صغير من عدو الله وعدوه النمرود في عهده فوضعته أمه بين ثلاث أشجار شاطئ نهر يدفق يقال له حوران وهو بين غروب الشمس وإقبال الليل فلما وضعته أمه واستقر على وجه الأرض فقام من تحتها فمسح رأسه ووجهه وسائر بدنه وهو يكثر من الشهادة لله بالوحدانية ثم أخذ ثوبا فاتشح به وأمه ترى ما يفعل فرعبت منه رعبا شديدا فهرول من بين يديها مادا عينه إلى السماء فكان منه ما قال الله (عز وجل): فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي @HAD@ وقصة الشمس والقمر إلى قوله: وما أنا من المشركين

وعلمتم أن موسى بن عمران (عليه السلام) كان فرعون في طلبه يبقر بطون النساء الحوامل ويذبح الأطفال لقتل موسى (عليه السلام) فلما ولدته أمه أوحى إليها أن يأخذوه من تحتها فتقذفه وتلقيه في التابوت وتقذفه في اليم فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى وقال لها يا أم اقذفيني في التابوت فقالت له هي من كلامه يا بني إني أخاف عليك من الغرق فقال لها: لا تخافي إن الله رادي إليك ففعلت ذلك فبقي التابوت في اليم إلى أن ألقاه إلى الساحل ورد إلى أمه وهو برهة لا يطعم طعاما ولا يشرب شرابا معصوما وروي أن المدة كانت سبعين يوما وروي أنها كانت تسعة أشهر وقال الله تعالى في حال طفوليته: ولتصنع على عيني إذ تمشي أختك فتقول @HAD@ ... هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه

وهذا عيسى بن مريم (عليه السلام) قال الله تعالى: فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا @HAD@ إلى آخر الآية.

فكلم أمه وقت مولده فقال لها: فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا @HAD@ .

وقال: فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني

Página 99