257

عن الحسين بن حمدان قال: حدثني أحمد بن صالح عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) قال: دخلت عليه وهو جالس في وسط إيوان له يكون عشرة أذرع في عشرة أذرع فوقفت بباب الإيوان أراه فقلت في نفسي سبحان الله ما أشد سمرة مولاي وأضوأ جسده قال فو الله ما استتممت هذا القول حتى عرض جسده وتطاول وامتلأ به الإيوان إلى سقفه مع جوانب حيطانه ثم رأيت لونه قد أظلم ثم أظلم ثم ابيض ثم صار كأبيض من الثلج ثم احمر ثم صار مثل العقيق المحمر ثم اخضر حتى صار كأغض ما يكون من الأغصان المورقة المخضرة ثم تناقص جسده حتى صار في صورته الأولى وأعاد لونه إلى اللون الأول فسقطت لوجهي لهول ما رأيت فصاح بي يا عسكر تشكون بي فنثبتكم وتضعفون فنقويكم فو الله لا وصل إلى حقيقة معرفتنا إلا من من الله بها عليه وارتضيناه لنا وليا قال عسكر فما لبث في نفسي إلا ما أظهره لساني وتفوه به جناني.

وعن الحسين بن داود السعدي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) ومعي ثلاث رقاع غير مترجمة ولا عليها اسم لأصحابها فاشتبهت علي فتناول إحداها وقال هذه رقعة زيد بن شهاب، ثم تناول الثانية وقال: هذه رقعة محمد بن جعفر، ثم أخذ الثالثة وقال: هذه رقعة علي بن الحسين فسماهم والله وسمى آباءهم ووقع فيها بالذي سألوا فأخذتها ونهضت فنظر إلي وتبسم لأنه علم بسروري بتلك الدلائل ثم أعطاني ثلاثمائة دينار وأمر بحملها إلى علي بن الحسين بن إبراهيم بن موسى ابن عمه، وقال: يقول لك دلني على حريف يعرف ليشتري بها متاعا فدللت عليه فكلمني إجمال [جمال أن أسأله (عليه السلام) أن يدخله في خدمته فجئت به باب الدار فأوقفته ودخلت على أبي جعفر (عليه السلام) لأكلمه في أمره فوجدته على مائدة يأكل معه جماعة من أوليائه وشيعته فلم يمكني كلامه فقال: يا أبا هاشم اجلس فكل

Página 299