قد تقولون: في أوربا يفعل النواب كما نفعل، ولكن تقاليد أوربا غير تقاليدنا، ونحن لم نتعود بعد تلك الحرية.
وبالقلم العريض نقول: إن الشعب، وخصوصا الذين يرون في النائب والحاكم شخصا عظيما، لا يرضيهم هذا الجدل الرخيص ... قد يعجب هذه القبضايات، أما من يحبون السكينة فلا يرضون عنه وقد أعلنوا اشمئزازهم وقالوا: إن النيابة عنهم والحكم عليهم لا يكونان في (ساحة بو علي).
إن جلستكم تلك كانت فوق التمني ولم تكن بالجلسة الكيسة.
وقد تكونون أصلحتم ما أفسدتم بعد صدور هذه الكلمة، ولكنني أقول لكم: وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟
وسؤالا واحدا أوجهه إليكم جميعا: ماذا أقول للتلاميذ بعد، إذا أحدثوا ما تحدثون في كل جلسة من فوضى؟
إنني عند ذاك أعجز عن تعليمهم كما ستعجزون أنتم عن القيام بمهمتكم التي تقدسونها متراضين، وتنتهكون حرمتها ساخطين غاضبين.
هذا ما نقوله لكم عند بق البحصة وسنبقها دائما إن شاء الله. أما إذا بقيت في الفم فلا نقول شيئا، وننتظر أوامر سيادته حتى تطل عليه (قرقة) جديدة ...
إميل لحود
أذكر هذه الأسطورة، ولا أذكر أين قرأت حكايتها، وهي أن رجلا كان مدبوقا بامرأته، وإذا فارقها ظل فكره عندها. فهو يخاف على حمامته الجميلة من الصقور والغربان، وعلى قرقورته من الذئاب الخاطفة. كانت عين تلك اليمامة شاردة، تبحث دائما وأبدا عن غصن نضير لتقع عليه وتسجع، فتحوم حولها الطيور، ويقضي الزوج المفتون وقته بالمطاردة والكش.
وقعد الرجل وزوجته ذات ليلة يتسامران فتذكر الرجل ساعة الفراق الأخير فقال لامرأته: وإذا مت فكم تبقين بعدي مفردة؟
Página desconocida