في كتابه قصة الحضارة (وأنا أعتمد هنا على ترجمة الدكتور عبد الحميد يونس للجزء الرابع من المجلد السادس، القاهرة، 1972م).
وكان في ذلك العهد قانون غير مكتوب ينص على حق الملك في إرضاء نوازع غرامه خارج حدود الزواج إذا كان قد أجبر على الزواج ممن لا يحبها من أجل مصلحة الدولة.
ولذلك لم يكن من الغريب أو المدهش ألا يعترض وولزي على مغامرات الملك الغرامية؛ إذ لم يلبث هنري الثامن أن اتخذ عشيقة أخرى (عام 1524م) هي ماري بولين ابنة السير توماس بولين، وكان دبلوماسيا يعمل بالتجارة أيضا، وذا ثراء كبير، وكانت أمها هي ابنة دوق نورفوك وتنتمي لأسرة عريقة هي أسرة هاوارد، ويبدو أن الملك قد طارح الأم الغرام أيضا؛ إذ إنه لم يستطع إنكار التهمة حين ألقاها أحد النبلاء في وجهه، ولكن ذلك كله، كما يقول، ديورانت، كان من «الهفوات التي تغتفر في ذلك العصر الطروب» (ص64).
ويعتمد شيكسبير في تقريره لشخصية وولزي على ما يحيط به المتفرجون أو جمهور القراء عنه، وعما هو معروف عن تاريخ العصور الوسطى؛ ولذلك فنحن أبناء العربية نجد كل ذلك غريبا لأننا لا نستطيع أن نتصور كيف يكون رجل الدين منكبا على الدنيا ومباهجها إلى هذه الدرجة، وتعجز عن إدراك وجهة نظره التي يمكن تلخيصها في أنه كان يرى نفسه ممثلا لمملكة السماء على الأرض، فكان الكاردينال وولزي يتلقى الأموال من ملك فرنسا ومن إمبراطور إسبانيا باعتبارها هدايا «في سبيل إعلاء كلمة الله»، وهي لم تقتصر على الهدايا العينية بل كانت تصله أيضا في صورة مرتبات منتظمة، وكان يحصل على ذلك كله إلى جانب الرواتب، التي يحصل عليها من دخل أبرشيتين، وست ورواتب للقسس، ومرتب رئيس جامعة، ومرتب رئيس دير سانت أولبانز
St. Albans ، وأسقف باث
Bath ، وأسقف ويلز
Wales ، ورئيس أساقفة يورك
York ، ومدير أبرشية ونشستر
Winchester ، وشريك أسقف وستر
Worcester ، وأسقف سولزبري
Página desconocida