47

حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

Investigador

عبد الله عمر البارودي

Editorial

مؤسسة الكتب الثقافية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1405 AH

Ubicación del editor

بيروت

وكما قَالَ الشَّاعِر ... رمى بك الله برجيها فَهَدمهَا ... وَلَو رمى بك غير الله لم يصب ... وفيهَا ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ لما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَن الله يحول بَين الْمَرْء وَقَلبه﴾ أَمرهم بالاستجابة لله وَلِلرَّسُولِ وأعلمهم أَنه يحول بَين الْمَرْء وَقَلبه فَمَتَى يستجيب إِذن لافي التَّنْزِيل ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْن إِنَّه طَغى فقولا لَهُ قولا لينًا لَعَلَّه يتَذَكَّر أَو يخْشَى﴾ قيل فِي التَّوْرَاة وسأقسي قلبه فَلَا يُؤمن سُورَة التَّوْبَة فِيهَا قَوْله تَعَالَى ﴿قاتلوهم يعذبهم الله بِأَيْدِيكُمْ ويخزهم وينصركم عَلَيْهِم ويشف صُدُور قوم مُؤمنين﴾ وفيهَا يَقُول فِي قوم تخلفوا عَن رَسُول الله ﷺ فذمهم الله حَيْثُ تخلفوا عَنهُ فِي الْغُزَاة وَعند الْقَدَرِيَّة انهم مستحقون للذم لأَنهم قعدوا عَن رَسُول الله ﷺ وَعَن نصرته فَمَا الْحِيلَة فِي قوم خلق الله فيهم التثبيط وَالْقعُود عَن رَسُول الله ﷺ فَيجب على قَول هَذَا عِنْد الْقَدَرِيَّة أَن يعذروهم أَيْضا لِأَن الله خلق فيهم الْقعُود وزينه لَهُم حَيْثُ قَالَ تَعَالَى ﴿وَلَو أَرَادوا الْخُرُوج لأعدوا لَهُ عدَّة وَلَكِن كره الله انبعاثهم فَثَبَّطَهُمْ وَقيل اقعدوا مَعَ القاعدين﴾ وَلَو حمل الْأَمر فِي قَوْله

1 / 64