Mi Vida Querida

Nahla Darbi d. 1450 AH
87

Mi Vida Querida

حياتي العزيزة

Géneros

حصلوا بالفعل على هذا الدعم؛ لأن المصرف قدم قرضا لهم من أجل تنفيذ المشروع، وكان هذا قرار جانتزن، وتضاربت الأقوال حول إن كان قد شارك بأمواله فيه أم لا. ربما فعل هذا، لكن تبين فيما بعد أنه أخذ من أموال المصرف على نحو غير مسئول، معتقدا بالطبع أنه سيرد هذه الأموال دون أن يعلم أحد بشيء. ربما لم تكن القوانين صارمة جدا حينها. كان هناك بعض الرجال الذين تم تعيينهم بالفعل، وقد أخلي الإسطبل القديم الخاص بتربية الخيول ليصبح مكان عملهم. وعند هذا الحد تخونني ذاكرتي لأني كنت قد تخرجت في المدرسة الثانوية، وكان علي أن أفكر في كسب عيشي، إن كان هذا ممكنا؛ فإعاقتي في الكلام، حتى بعد خياطة الشفاه، جعلتني أستبعد أي عمل يتضمن الكثير من الكلام؛ لذا فقد وقع اختياري على مسك الدفاتر الحسابية؛ ولذلك كان علي أن أغادر البلدة كي أتدرب لدى إحدى الشركات في جودريتش. وبحلول الوقت الذي عدت فيه إلى البلدة، كان يتم الحديث بازدراء عن مشروع السيارة التي تعمل بالبخار من قبل أولئك الأشخاص الذين كانوا ضد الفكرة، أما من روجوا لها، فلم يذكروا عنها شيئا على الإطلاق، وقد اختفى زوار البلدة ممن كانوا يساندون تلك الفكرة تماما.

وخسر المصرف الكثير من الأموال.

وترددت أقاويل ليس عن الغش، بل عن سوء الإدارة. وكان لا بد من معاقبة أحد، ولو كان المدير شخصا عاديا لأجبر على ترك وظيفته، لكن لأن المدير هو هوراس جانتزن، لم يتم هذا. ما حدث له كان أسوأ؛ فقد نقل لوظيفة مدير مصرف في قرية هوكسبرج الصغيرة، التي تبعد حوالي ستة أميال عن الطريق السريع، ولم يكن لهذا المصرف مدير قبل ذلك على الإطلاق؛ لأنه لم يكن بحاجة إلى مدير؛ فلم يكن هناك سوى صراف وصراف أول، وكلاهما كان امرأة.

كان بمقدوره الرفض بالطبع، لكن كبرياءه، كما اعتقد البعض، اختار الذهاب إلى هناك؛ ونتيجة لهذا الاختيار كان يصطحب بالسيارة كل صباح هذه الأميال الستة، كي يجلس خلف حاجز جزئي مصنوع من ألواح خشبية مطلية رخيصة، لم يكن مكتبا لائقا على الإطلاق. وكان يجلس هناك دون أن يفعل شيئا حتى يأتي موعد اصطحابه بالسيارة إلى منزله.

والشخص الذي كان يصطحبه بالسيارة هو ابنته. في وقت ما خلال سنوات القيادة هذه، جعلت الناس ينادونها بأونيدا بدلا من إيدا، وها هي أخيرا قد قامت بشيء ما. ومع هذا لم تقم بإدارة المنزل؛ لأنهم لم يستطيعوا الاستغناء عن السيدة بيرتش، وهذا هو أحد الاحتمالات. وهناك احتمال آخر وهو أنهم لم يدفعوا مطلقا للسيدة بيرتش قدرا كافيا من النقود بحيث لا تضطر للذهاب إلى ملجأ لإيواء الفقراء، هذا إن كانوا قد فكروا من قبل في مسألة الاستغناء عنها.

إذا تخيلت أونيدا ووالدها في هذه الانتقالات من هوكسبرج وإليها، فإنني أراه يجلس في المقعد الخلفي، وهي في المقعد الأمامي كالسائق الخاص به. ربما كان مكتنزا جدا بدرجة يصعب معها الجلوس بجوارها، أو ربما كانت لحيته تحتاج إلى مساحة. لم أر أونيدا تشعر بالاضطهاد أو التعاسة إزاء هذه الترتيبات، ولم تبد أمارات التعاسة على والدها أيضا؛ كل ما كان يمتلكه هو الكرامة، الكثير منها في الواقع. أما هي، فكان لديها شيء مختلف؛ فحينما كانت تذهب إلى أحد المتاجر أو حتى كانت تسير في الشارع، كانت تبدو وكأن حولها مساحة صغيرة خالية مجهزة لتحقيق ما قد تريد، أو لتسع التحيات التي قد توزعها في طريقها. كان يبدو عليها قليل من الارتباك الممزوج بالكياسة، وكانت على استعداد للسخرية قليلا من نفسها أو من الموقف الذي كانت فيه. بالطبع، كانت ذات بنية قوية، ونظرات مشرقة، وبشرة بيضاء براقة، وشعر أشقر لامع؛ لذا ربما كان من الغريب أن أشعر بالأسف حيالها؛ حيث كانت الطريقة التي تتعامل بها مع الأشياء في الظاهر توحي بشعورها بالاطمئنان والثقة في النفس.

تخيلوا أنني كنت أشعر بالأسف حيالها. •••

اشتعلت الحرب، وبدا الأمر وكأن الأشياء تغيرت بين عشية وضحاها، ولم يعد المحتالون يتسكعون بخطوط السكك الحديدية؛ فقد أتيحت الوظائف، ولم يعد الشباب الصغار يبحثون عن وظيفة أو يسافرون متطفلين على أصحاب السيارات، وإنما تراهم في كل مكان بزيهم العسكري ذي اللون الأزرق الباهت أو الكاكي. قالت أمي إن الوضع الذي كنت عليه لهو من حسن حظي، وأعتقد أنها كانت محقة، لكني أخبرتها بألا تتحدث عن هذا عندما تكون خارج المنزل. فقد عدت إلى بلدتي من جودريتش بعدما أنهيت فترة تدريبي، وحصلت سريعا على عمل حيث كنت مسئولة عن الدفاتر في متجر آل كريبس المتعدد الأقسام. بالطبع، ربما ردد البعض - وأعتقد أن هذا قد حدث بالفعل - أنني حصلت على الوظيفة بفضل أمي التي كانت تعمل هناك في قسم المنسوجات، لكن تصادف أيضا أن انضم كيني كريبس، المدير الشاب للمتجر، إلى القوات الجوية وقد لقي مصرعه في أحد تدريبات الطيران.

كانت هناك صدمات من هذا القبيل، ومع هذا كانت هناك هالة من النشاط في كل مكان، وكان الناس يتنقلون وبجيوبهم نقود. شعرت بالانعزال عن الرجال ممن هم في مثل عمري، لكن هذا الانعزال لم يكن بالشيء الجديد بالنسبة إلي. وكان هناك آخرون في نفس وضعي؛ فقد أعفي أبناء المزارعين من الخدمة العسكرية كي يعتنوا بالمحاصيل والحيوانات، وقد علمت أن البعض منهم قد حصل على الإعفاء بالرغم من وجود من يستأجرونه للقيام بأعمالهم الزراعية. أعلم أنه إذا حدث أن سألني أحدهم عن عدم التحاقي بالخدمة العسكرية، فإن الأمر كان سيبدو مزحة، ولكني كنت جاهزا بالإجابة المناسبة، وهي أنه علي أن أهتم بالدفاتر الحسابية؛ دفاتر متجر آل كريبس ودفاتر أخرى لاحقا. كان علي أن أهتم بالحسابات، ولم يكن مقبولا حينها أن تؤدي المرأة هذه المهمة، واستمر ذلك الأمر حتى حلول نهاية الحرب عندما كن يقمن بجانب منها لفترة من الوقت؛ فقد كان الكثيرون لا يزالون يعتقدون أن الرجل هو خير من يقوم بهذا العمل.

وقد سألت نفسي في بعض الأحيان: لماذا تعد الشفة الأرنبية - ذات المظهر المقبول إن لم يكن بالطبيعي تماما، والصوت الغريب بعض الشيء لكن يمكن فهمه - من الأشياء التي تجعل صاحبها يبقى في المنزل ولا ينضم للخدمة العسكرية؟ لا بد أنني قد تسلمت إخطارا بالالتحاق بالخدمة العسكرية، ولا بد أنني قد ذهبت للطبيب المعني كي أحصل على الإعفاء. إنني ببساطة لا أتذكر ما حدث حينها تماما؛ هل ذلك لأني اعتدت الحصول على الإعفاء من شيء تلو الآخر، حتى إنني نظرت إلى ذلك الأمر كشيء مسلم به، شأنه في ذلك شأن الأمور الأخرى؟

Página desconocida