لم أكن أعرف المكان الذي من الممكن أن يكون قد ذهب إليه. لقد وضعت أمي في فراشها وجهزتها للنوم على الرغم من أن هذه كانت مهمته هو. ثم سمعت صوت القطار يقترب، وفجأة سمعت الهرج وذلك الصرير الذي صدر عن فرامل القطار، ولا بد أنني علمت بما حدث بالرغم من أنني لا أدري متى علمت بالفعل.
لقد أخبرتك قبل ذلك أن القطار صدمه مما أدى إلى وفاته.
لكني أخبرك بهذا، وليس هدفي أن أفزعك. في البداية لم أستطع تحمل ذلك، وظللت لفترة طويلة أقنع نفسي بأنه كان يسير على شريط السكك الحديدية وذهنه مشغول بعمله ولم يسمع صوت القطار. تلك هي القصة التي كنت أراها ملائمة. لم أترك نفسي لتعتقد أن الأمر كان يتعلق بي أو حتى أفكر في الشيء الذي كان يتعلق به في المقام الأول.
الجنس.
لقد فهمت الآن، لقد فهمت حقيقة الأمر. إنه لم يكن خطأ أحد؛ إنه خطأ الجنس البشري في وضع مأساوي. نشأتي أنا هناك، وحالة أمي التي كانت عليها، وأبي والحالة التي كان من الطبيعي أن يكون عليها. إنها لم تكن غلطتي أو غلطته.
يجب أن يكون هناك إقرار بذلك، هذا كل ما أعنيه، يجب أن تكون هناك أماكن يمكن للأشخاص الذهاب إليها إن كانوا في وضع صعب، ويجب ألا يشعروا بالخزي أو الذنب حيال ذلك. إن كنت تعتقد أنني أقصد بيوت الدعارة، فأنت على حق. وإن فكرت في العاهرات، فأنت محق أيضا. هل تفهمني؟»
قال جاكسون نعم، وهو يتطلع فوق مستوى رأسها: «أشعر بأني أزحت شيئا عن كاهلي. لا يعني الأمر أنني لا أستشعر المأساة، لكن ما يعنيه هو أنني خرجت منها. إنها خطايا البشرية. لا تعتقد أنني لا أشعر بالشفقة لمجرد أنني أبتسم؛ إنني أشعر بالشفقة الشديدة. لكن يجب أن أقول إنني استرحت، أشعر إلى حد ما بالسعادة. إنك لا تشعر بالحرج لسماعك لكل هذا، أليس كذلك؟» «بلى.» «إنك تدرك أنني لست في حالة طبيعية. أعلم أنني كذلك بالفعل. لقد أضحى كل شيء واضحا أمامي. إنني ممتنة جدا لذلك.»
لم تخفف المرأة التي تتمدد على الفراش المجاور من حدة أنينها المنتظم خلال كل ذلك. شعر جاكسون بأن ذلك الصوت الرتيب كان يتردد داخل رأسه.
سمع صوت حذاء الممرضة الخفيف في البهو، وتمنى لو تدلف إلى تلك الحجرة. وقد فعلت.
قالت الممرضة إنها جاءت لتعطيها قرصا منوما. خشي أن يطلب منه أن يمنحها قبلة قبل أن يتركها ويخرج؛ فقد لاحظ تبادل القبلات كثيرا في المستشفى، وشعر بالسرور لأنه لم يأت ذكر ذلك عندما نهض. «أراك غدا.» •••
Página desconocida