Mi Vida Querida

Nahla Darbi d. 1450 AH
124

Mi Vida Querida

حياتي العزيزة

Géneros

الشيء الذي لاحظه هو أنها قالت «والدي» بدلا من «أبي». «لقد كان والدي ووالدتي ...»

بدا أنه كان عليها أن تبحث عن الكلمات وتبدأ من جديد. «لقد كان المنزل في هيئة أفضل من تلك التي رأيتها عليها أول مرة. لقد كنا نستخدم تلك الغرفة الكائنة أعلى الدرج للاستحمام، وكان علينا بالطبع أن نحمل الماء النظيف لأعلى ثم نحمل الماء القذر لأسفل. ولم يحدث أن استخدمت، إلا مؤخرا عندما أتيت أنت، لهذا الغرض الغرفة الموجودة في الطابق السفلي؛ المكان الذي كان يحتوي على الأرفف، والذي كان بمنزلة مخرن، أتتذكره؟»

كيف لم يتسن لها أن تتذكر أنه هو الذي فك الأرفف من تلك الغرفة التي حولها إلى حمام؟

قالت وكأنها تتعقب أفكاره: «أوه، حسنا، فيم يهم ذلك؟» ثم أضافت: «ذات مرة، سخنت بعض الماء وحملته لأعلى كي أستحم، وخلعت ملابسي. حسنا، كنت أفعل. كانت هناك مرآة كبيرة فوق الحوض، لقد رأيت كيف كان هناك حوض وكأنه حمام حقيقي، وكان كل ما على المرء فعله هو أن يجذب سدادة الماء، ثم يصرف الماء في الدلو حينما ينتهي. أما المرحاض، فقد كان في مكان آخر. هل تخيلت المنظر؟ وهكذا شرعت في الاستحمام وكنت عارية تماما، بطبيعة الحال. لا بد أن الساعة كانت نحو التاسعة مساء، حيث كان هناك قدر من الضوء. وقد كنا في الصيف، ألم أقل ذلك؟ كانت تلك الغرفة الصغيرة تواجه الغرب.»

ثم استمرت قائلة: «ثم سمعت وقع خطوات، وكانت خطوات أبي بالطبع. لا بد أنه كان قد انتهى من وضع أمي في فراشها، لقد سمعت وقع خطواته وهو يصعد لأعلى، ولاحظت أنها بدت ثقيلة، ليست كالمعتاد بعض الشيء؛ كانت متمهلة جدا، أو ربما كان هذا انطباعي فيما بعد؛ فالمرء يميل لتهويل الأمور فيما بعد. توقفت الخطوات خارج باب الحمام تماما، وإن كان قد دار بخلدي شيء وقتها، فهو أنه لا بد أنه كان يشعر بالتعب. لم يكن باب الحمام مغلقا بالمزلاج؛ لأنه بالطبع لم يكن هناك مزلاج به، وكنا نفترض أن هناك أحدا بداخل الحمام إن كان بابه مغلقا.

وهكذا كان هو يقف بالخارج ولم أفكر أنا في شيء، ثم فتح هو الباب ووقف في مكانه وراح يتطلع إلي. علي أن أصرح بما أعنيه؛ كان يتطلع إلى كل جزء في جسدي، ليس فقط وجهي. كان وجهي ينظر نحو المرآة وهو ينظر إلي في المرآة وأيضا إلى ما كان خلفي ولا أستطيع أن أراه. لم تكن بنظرة طبيعية بأي حال من الأحوال.

سأخبرك بما اعتقدت وقتها؛ لقد اعتقدت أنه يسير أثناء نومه. لم أدر ما أفعله لأنه ليس من المفترض أن تفزع شخصا يسير أثناء النوم.

ثم قال بعد ذلك: «معذرة.» وأدركت حينها أنه لم يكن نائما، لكنه تحدث بصوت حاول أن يبدو مرحا، أعني أنه كان صوتا غريبا، غريبا للغاية كما لو أنه كان يشعر نحوي بالاشمئزاز، أو أنه غاضب مني، لا أدري. ثم ترك الباب مفتوحا وغادر ونزل إلى البهو بالأسفل. جففت جسدي وارتديت رداء النوم وآويت إلى الفراش وخلدت إلى النوم على الفور، وحينما استيقظت في الصباح كانت لا تزال هناك المياه التي لم أصرفها، ولم أكن أريد أن أقترب منها، لكني فعلت.

بدا كل شيء طبيعيا، وكان قد استيقظ هو بالفعل وكان يكتب على الآلة الكاتبة بعيدا. ألقى تحية الصباح فقط وطلب مني تهجي كلمة ما؛ وهو ما كان يفعله عادة لأنني كنت أفضل في هجاء الكلمات. قلت له هجاء الكلمة التي كان يريدها، وأخبرته أنه يجب عليه أن يتعلم تهجئة الكلمات إن أراد أن يصير كاتبا. كان يائسا. لكن في وقت لاحق من اليوم عندما كنت أنظف بعض الأطباق أتى ووقف خلفي مباشرة وتسمرت مكاني. قال: «إني آسف يا بيل.» وقلت في نفسي: أوه، أتمنى لو أنه لم يقل ذلك. لقد أرعبني. أعرف أنه كان آسف بحق، لكنه أعلنها صراحة بطريقة لم أستطع تجاهلها، وكل ما قلته هو: «لا عليك.» لكني لم أستطع أن أجبر نفسي على قول ذلك بصوت عادي، أو كأن الأمور بالفعل على ما يرام.

لم أستطع، كان علي أن أجعله يفهم أنه قد غير كلا منا. ذهبت لكي ألقي بمياه تنظيف الأطباق، وعدت ثانية للأشياء الأخرى التي كنت أفعلها ولم أتفوه بكلمة. وفيما بعد، أيقظت أمي من قيلولتها وأعددت طعام العشاء وناديته، لكنه لم يأت. قلت لأمي لا بد أنه ذهب لكي يمشي لبعض الوقت؛ كان يفعل ذلك غالبا عندما ينهمك في الكتابة. ساعدت أمي في تقطيع طعامها، لكني لم أمنع نفسي من التفكير في أشياء مقززة، وبالأساس الضجيج الذي كنت أسمعه يأتي في بعض الأحيان من حجرتهما وكنت أتدثر حتى لا أسمعه. وتساءلت الآن بشأن أمي التي كانت تجلس هناك تتناول طعامها، وماذا كان اعتقادها آنذاك أو كانت تفهم من الأمر برمته.

Página desconocida