Vida y movimiento intelectual en Gran Bretaña
الحياة والحركة الفكرية في بريطانيا
Géneros
revival of learning
أي: إحياء العلوم التي تنطوي على معنى العودة إلى القديم في معارف السلف ودراساتهم ونشرها مرة أخرى بعد طول الغفلة عنها، كل هذه المعاني مجتمعة تصلح إلى درجة ما من التقريب لتصوير معنى النهضة في تاريخ أوروبا.
ولست أريد أن أخوض في تفاصيل ما حدث في ذلك العصر الهام من عصور التاريخ، وما اشتمل عليه من حركات اجتماعية وفكرية وسياسية ودينية، فمن المعلوم أن هذه الحركات قد شملت الإصلاح الديني، والتحرر من سلطة الكنيسة، كما شملت إحياء الآداب الكلاسيكية، والرجوع بالفنون الجميلة إلى عهد الإغريق والرومان، وكما شملت أيضا طائفة من الأحداث السياسية والاجتماعية نبتت فيها فكرة القومية أو الوطنية وأدت إلى نشوء الدولة ذات السيادة بالمعنى الذي نفهمه اليوم، فتلاشى نظام الإقطاعيات، وتقلص ظل السلطة الزمنية أو الدنيوية للكنيسة، وتحولت أوروبا إلى مجموعة من الدول المستقلة على الصورة المعروفة في العصر الحديث، كل هذه أمور شائعة ومعروفة لا تحتاج مني إلى تبيين، إلا أن هناك أمرا أريد أن أشير إليه؛ لارتباطه بموضوع حديثي الليلة، ألا وهو أن النهضة وإن أمكن للمؤرخين أن يحددوا لها زمنا خاصا يشمل النصف الثاني من القرن الخامس عشر، والثلث الأول من القرن السادس عشر على وجه التقريب، إلا أنها ككل تطور في التاريخ لم تنشأ عن لا شيء، بل قامت على أسباب ومقدمات سبقتها وأدت إليها، فالعصور الوسطى على ظلامتها قد احتوت على العناصر التي أدى امتزاجها وتفاعلها إلى النهضة، ومن أهم هذه العناصر وأبعدها أثرا قيام الجامعات.
وسواء كان منشأ الجامعات راجعا إلى التقاليد الإغريقية الرومانية في العالم القديم، أم إلى التأثير المباشر للثقافة العربية؛ فمن الثابت أن هذه الجامعات قد تأثرت تأثرا عظيما بعلوم العرب ومؤلفاتهم وما ترجموه من الكتب الإغريقية وما نقلوه عن الإغريق من علومهم، ففي النصف الأول من القرن التاسع أرسل قيصر الروم في القسطنطينية إلى الخليفة المأمون في بغداد مجموعة كبيرة من المخطوطات الإغريقية، فقام العرب بترجمة هذه الكتب، ثم نقلت هذه التراجم العربية إلى اللغة اللاتينية، واستخدمت في التدريس في الجامعات الأوروبية في القرنين العاشر والحادي عشر وما بعدهما، وأقدم الجامعات الأوروبية جامعة
Salerno
بإيطاليا التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع، وقد بدأت كمدرسة للطب اعترف بها فردريك الثاني عام 1231 على أنها المدرسة الوحيدة لدراسة الطب في مملكة نابولي، ويلي جامعة
Salerno
في القدم جامعة بولونيا التي نشأت كمدرسة للحقوق حوالي سنة 1000 ميلادية، ثم جامعة باريس التي أنشئت بين عامي 1150 و1170، وجعل لها أربع كليات: كلية للدين، وكلية للحقوق، وكلية للطب، وكلية للآداب، كما جعل لها نظام حذي حذوه في إنشاء الجامعات الأخرى في القرون الوسطى ومنها جامعتا أكسفورد وكمبردج بإنجلترا.
واللفظ اللاتيني
Universitas
Página desconocida