La vida de las chicas y las mujeres
حياة الصبايا والنساء
Géneros
قال السيد تشامبرلين دون اكتراث أو أسف: «لقد فجروها!» «هل كان بتلك الدبابة جنود؟»
نظر إلي بدهشة مستهزئة كما يفعل دوما عندما أقول أي شيء، فيشعر الآخرون كما لو أني أحدثه وأنا أقف على رأسي، «لن أندهش كثيرا إذا كان بها جنود.» «إذن هل ... قتلوا؟» «شيء ما حدث لهم، لكنني لم أرهم بعد ذلك إطلاقا، يا إلهي!»
قالت أمي في صدمة ولكن أقل ثقة في نفسها عما هو مألوف: «أصيبوا بنيران رفاقهم، يا له من أمر فظيع!»
قال أبي بهدوء تشوبه بعض الحدة كما لو أن الاعتراض على أي من هذه الأمور يظهر سذاجة أنثوية: «تحدث أشياء مثل هذه في الحرب.» أما السيد تشامبرلين فقد اكتفى بالضحك. واستمر يروي ما فعلوه في آخر أيام الحرب. لقد فجروا المطبخ، فتحوا النار عليه في آخر حلقة لهم من المرح الناري.
قالت فيرن: «يبدو أنكم كنتم مجموعة من الأطفال، ويبدو أنك لم تكن ناضجا بما يكفي لتخوض حربا، ويبدو أنك قضيت وقتا ممتعا تسيطر عليه الحماقة.» «الوقت الممتع هو ما أبحث عنه دوما، أليس كذلك؟»
بمجرد أن قال إنه كان في فلورنسا - وهو الأمر الذي لم يكن مدهشا بما أنه حارب في إيطاليا - اعتدلت أمي في جلستها، بل إنها قفزت قفزة صغيرة في مقعدها وارتجفت وهي شديدة الانتباه. «هل كنت في فلورنسا؟»
رد السيد تشامبرلين دون حماس: «نعم يا سيدتي.»
كررت أمي بمزيج من الارتباك والسعادة: «في فلورنسا، كنت في فلورنسا؟» خطر ببالي أن لدي فكرة عما تشعر به، لكني أملت ألا تفصح أكثر من اللازم. فقالت: «لم يدر بخلدي ذلك، طبعا كنت أعرف أنك كنت في إيطاليا، لكن هذا يبدو غريبا ...» كانت تعني أن إيطاليا تلك التي كنا نتحدث عنها والتي دارت بها رحى الحرب هي المكان نفسه الذي كتب سطور التاريخ، المكان نفسه الذي عاش به الباباوات القدامى، وعاشت به عائلة ميديتشي، وعاش به ليوناردو، وعائلة تشينتشي، بلد لوحة أشجار السرو، وبلد دانتي أليجييري.
كان من الغريب أن أمي - مع كل حماسها للمستقبل - كانت شديدة الاهتمام بالماضي. فهرعت إلى غرفة الاستقبال وعادت ومعها ملحق الموسوعة الخاص بالفنون والعمارة، والمليء بصور تماثيل ولوحات ومبان ومعظمها مصور في ضوء غائم هادئ رمادي كلون المتاحف.
فتحت الموسوعة على الطاولة أمامه وقالت: «ها هي، ها هي فلورنسا، تمثال داود لمايكل أنجلو، هل رأيته؟»
Página desconocida