La vida de las chicas y las mujeres
حياة الصبايا والنساء
Géneros
خارت قواي من الارتياح والسعادة، رغم الشعور بالخزي العلني الذي كنت معتادة عليه. كنست الأرض بعناية، ثم تناولت الكتاب الذي اقترضته من المكتبة، الذي يتحدث عن الملكة ماري ملكة اسكتلندا، وأخذت أقرؤه وأنا أشعر بالخزي، ولكنني متحررة من العبء، أجلس وحدي في آخر الغرفة. ظننت في بادئ الأمر أن ما حدث معجزة واضحة وإجابة لدعائي، ولكنني حاليا بدأت أتساءل ماذا لو لم أكن قد دعوت بذلك؟ ماذا لو أن هذا كان سيحدث في كل الأحوال؟ لم يكن لدي وسيلة أعرف بها، فلم يكن ثمة عنصر تحكم في التجربة التي أجريها. وبمرور الدقائق أصبحت أكثر بخلا في مشاعري وأكثر نكرانا للجميل. فكيف لي أن أتأكد؟ كما أنه أيضا شيء تافه وغير ذي أهمية أن يشغل الرب نفسه بطلب تافه كهذا بتلك السرعة؟ فبدا كما لو أنه يستعرض قواه، ولكني أريده أن يتصرف بطريقة أكثر غموضا.
أردت أن أخبر أحدا، ولكنني لم أستطع إخبار ناعومي، فقد سألتها من قبل عما إذا كانت تؤمن بوجود الرب، فأجابتني على الفور بازدراء: «بالطبع أؤمن بوجوده، فلست مثل أمك. أتظنين أنني أريد دخول النار؟» فلم أناقش معها الأمر مرة أخرى قط.
اخترت أن أخبر شقيقي أوين. كان يصغرني بثلاثة أعوام، وفي إحدى الفترات كان سريع التأثر وشديد الثقة. وعندما كنا نخرج إلى المزرعة، كان لدينا مأوى من الألواح القديمة حيث كنا نلعب معا ونمثل أننا في منزل، فكان يجلس على طرف اللوح بينما أقدم له ثمار شجرة السمن وأخبره بأنها رقائق الذرة، فيتناولها كلها، وبينما كان يتناولها خطر لي أنها قد تكون سامة، ولكنني لم أخبره حفاظا على هيبتي أمامه ومراعاة لأهمية اللعبة، ولاحقا قررت بحكمة ألا أخبر أحدا. والآن تعلم أوين التزلج وكان يذهب إلى تدريبات الهوكي وينحني على الدرابزين ويبصق على رأسي، كان يتصرف مثل الصبية.
ولكنه من بعض الزوايا كان لا يزال يبدو ضعيفا وصغيرا، وكانت أنشطته واهتماماته تبدو لي غير مريحة وبلا جدوى. فكان يشترك في منافسات، وهي الطبيعة التي ورثها عن أمي المتمثلة في استعدادها غير المحدود لقبول تحديات العالم الخارجي. وكان يؤمن بالجوائز مثل المناظير التي يرى من خلالها الفوهات على سطح القمر، وأدوات السحرة التي يمكنه أن يخفي بها الأشياء، وأدوات الكيمياء التي تمكنه من صنع المتفجرات. لعله كان سيصبح كيميائيا لو كان يفهم في تلك الأمور. مع ذلك، لم يكن أوين متدينا.
عندما ذهبت إليه كان جالسا على الأرض في غرفته يقص أشكالا دقيقة من الورق المقوى على شكل لاعبي الهوكي، والتي كان يرتبها في فرق ويلعب بهم، وكان يمارس تلك الألعاب التي يلعب فيها دور المسيطر الأول على مجريات الأمور باستغراق شديد. وبدا لي عندئذ كما لو كان يسكن عالما بعيدا عن عالمي (الحقيقي)، عالما غير ذي صلة بعالمنا، عالما واهيا في خداعه بصورة مفجعة.
جلست على الفراش وراءه. «أوين.»
لم يجبني، فعندما كان يمارس ألعابه لم يكن يرغب في وجود أي شخص حوله. «ماذا تظن أنه يحدث للإنسان بعد الموت؟»
فقال أوين متمردا: «لا أعرف.» «هل تؤمن بأن الرب يحتفظ بروحك حية؟ هل تعرف ما هي الروح؟ هل تؤمن بالرب؟»
فاستدار أوين نحوي وفي عينيه نظرة من وقع في الشرك. لم يكن لديه ما يخفيه ولا ما يظهره سوى لامبالاته الساذجة النابعة من القلب.
فقلت له: «من الأفضل أن تؤمن بالرب، استمع إلي جيدا.» وأخبرته بأمر دعائي ومادة الاقتصاد المنزلي، فاستمع إلي حزينا. لم أجد ضالتي لديه، وشعرت بالغضب لهذا الاكتشاف. بدا حائرا لا يجد ما يدافع به ولكنه طيع ككرة مطاطية صلبة. كان يستمع إلي إذا ألححت، ويوافقني الرأي إذا ما أصررت، ولكن في قرارة نفسه، لم يكن يوليني أي اهتمام. هذا غباء.
Página desconocida