يا من على الحب ينسانا ونذكره
لسوف تذكرنا يوما وننساكا
إن الظلام الذي يجلوك يا قمر
له صباح، متى تدركه أخفاكا
ويتحدث في الفصل الثالث عن السجين تحمله عربة السجناء إلى قضائه، وزوجته التي تحبه تشيعه بنظراتها الجازعة، فتعرف من وصفه لساعة الفراق بين الزوجين الحبيبين، أي خاطرة في الحب ألهمته هذا الفصل البديع، وكأنك تسمع الرافعي يتحدث فيه عن نفسه مما فعل به الفراق: «ما الفراق إلا أن تشعر الأرواح المفارقة أحبتها بمس الفناء؛ لأن أرواحا أخرى فارقتها، ففي الموت يمس وجودنا ليتحطم، وفي الفراق يمس ليلتوي، وكأن الذي يقبض الروح في كفه حين موتها، وهو الذي يلمسها عند الفراق بأطراف أصابعه!
وإنما الحبيب وجود حبيبه؛ لأن فيه عواطفه، فعند الفراق تنتزع قطعة من وجودنا فنرجع باكين ونجلس في كل مكان محزونين كأن في القلوب معنى من المناحة على معنى من الموت ...
ترى العمر يتسلسل يوما فيوما ولا نشعر به، ولكن متى فارقنا من نحبهم نبه القلب فينا بغتة معنى الزمن الراحل، فكان من الفراق على نفوسنا انفجار كتطاير عدة سنين من الحياة ...»
ويتحدث في الفصلين الرابع والخامس عن تجارة الحب،
22
وعن المنافق، فتلمح من وراء حديثه معنى لا يريد أن يفصح عنه، وإنه لبسبب مما كان بينه وبين صاحبته، أفتراه يشير به إلى شيء من أسباب القطيعة؟
Página desconocida