ومضت السنوات العشر، ومضى أربعون شهرا بعدها، وما تحقق أمله في اللقاء حتى لقي الله ...! •••
هذا هو الرافعي العاشق، جلوت صورته كما عرفته، أما هي، أما صاحبته التي كان من تاريخه معها ما كان، فهل كانت تحبه؟ وما كان هذا الحب؟ وماذا كانت غايته؟
هي وهو
أتذكر إذ التقينا وليس بيننا شابكة فجلسنا مع الجالسين، لم نقل شيئا في أساليب الحديث غير أننا قلنا ما شئنا بالأسلوب الخاص باثنين فيما بين قلبيهما؟ ... وشعرنا أول اللقاء بما لا يكون مثله إلا في التلاقي بعد فراق طويل، كأن في كلينا قلبا ينتظر قلبا من زمن بعيد؟ ... ولم تكد العين تكتحل بالعين حتى أخذت كلتاهما أسلحتها ... وأثبت اللقاء بشذوذه أنه لقاء الحب ...؟
وقلت لي بعينيك: أنا ... وقلت لك بعيني: وأنا ... وتكاشفنا بأن تكاتمنا؟
وتعارفنا بأحزاننا كأن كلينا شكوى تهم أن تفيض ببثها؟
وجذبتني سحنتك الفكرية النبيلة التي تضع الحزن في نفس من يراها، فإذا هو إعجاب، فإذا هو إكبار، فإذا هو حب؟
وعودت عيني من تلك الساعة كيف تنظران إليك؟
وجعلت أراك تشعر بما حولك شعورا مضاعفا كأن فيه زيادة لم تزد؟
وكان الجو جو قلبينا ...
Página desconocida