177

أسرار الإعجاز: فيه فصول تامة التأليف، وفصول أخرى أجمل فكرتها في كلمات على ورق أو أشار إلى مصادرها، وكان الرافعي يعتد بهذا الكتاب اعتدادا كبيرا، وهو جدير بذلك حقا، وقد أطلعني - رحمه الله - على فصول منه، كما تحدث إلي عن نهجه في تأليفه، وأذكر أن نهجه فيه كما يأتي: (أ)

يتحدث في صدر الكتاب عن البلاغة العربية، فيردها إلى أصول غير الأصول التي اصطلح عليها علماؤها منذ كانت، ويضع لها قواعد جديدة وأصولا أخرى. (ب)

ويتحدث في الفصل الثاني عن بلاغة القرآن وأسرار إعجازه، مسترشدا في ذلك بما قدم في الفصل السابق من قواعد. (ج)

ويتناول في الفصل الأخير من الكتاب، آيات من القرآن على أسلوب من التفسير يبين سر إعجازها في اللفظ والمعنى والفكرة العامة، ويعتبر هذا الفصل الأخير هو صلب الكتاب وأساسه ، وقد أتم الكتابة - إلى آخر يوم كنت معه فيه - عن بضع وثمانين آية على هذا النسق، وقد نشر منها في الرسالة بضع آيات مفسرة على ذلك النهج، وجعلها في بعض أقاصيصه. (3)

ديوان أغاني الشعب: وهو ديوان من الشعر جعل فيه لكل جماعة أو طائفة من طوائف الشعب نشيدا أو أغنية عربية تنطق بخواطرها وتعبر عن أمانيها، وقد أنجز الرافعي طائفة كبيرة من هذه الأغاني نشر بغضها وما يزال سائرها بين أوراقه الخاصة ومؤلفاته التي لم تنشر، وأكثر الأغاني في هذا الديوان مأنوس اللفظ رشيق المعنى مما يجمل وقعه في النفس ويخف جرسه على الأذن. (4)

الجزء الثالث من وحي القلم: وفيه سائر المقالات التي كتبها، سواء منها ما نشر في الرسالة وغيرها من المجلات والصحف، وما لم ينشر من قبل.

3 (5)

الجزء الأخير من الديوان: وهو مجموعة كبيرة من شعره بين سنتي 1908 و1937، بما فيه من شعر الحب، والمدائح الملكية التي أنشأها للمغفور له الملك فؤاد.

هذا إلى شتيت من المقالات والرسائل الأدبية التي أنشأها لمناسباتها ومنها كثير من مقدمات الكتب المطبوعة، بعضها منسوب إليه، وبعضها منحول مجهول النسب.

أما المطبوع من هذه الكتب فقد أعيد طبع أكثره، وأما غير المطبوع فما يزال ورقات وقصاصات على مكتبه، وإني لأخشى أن يمضي وقت طويل قبل أن نتنبه إلى ضرورة العناية بهذه المؤلفات التي خلفها الرافعي ورقات مخطوطة يكاد يبليها الإهمال والنسيان!

Página desconocida