أم هل أفاق النوم
ومضوا إلى أهل الضلا
ل فأعدموا من أعدموا
فإنه لمن سخافة القائل أن يتهم بالاستبداد حكومة تسمح بنشر هذا التحريض، فإن لم تكن مستبدة فمن السخف أن يحاسبها على منع هذا التحريض وتحريمه ... فما كانت حكومة حرة أو مستبدة لتحاسب على هذا المنع وهذا التحريم.
حفرت قبرها بيدها
وكأنما كانت الصحافة الأسبوعية والصحافة اليومية في سباق بينها على تدبير المعاذير للسلطة التي تعمل على تقييدها والحجر عليها ... فقد كان جمهرة الصحفيين الأسبوعيين في ذلك الحين يستبيحون كل محظورة في التشهير، واستغلال الفضائح وافتراء الأكاذيب لاغتصاب الإتاوات التي لا موعد لها ولا حدود لتكرارها باسم «الاشتراكات» أو التبرعات الوطنية، ويشاء لها سوء حظها وحظ الأمة أن يكون ممثلو البلاد أكبر أهدافها وأول من يصاب بسهامها، فكان التشهير بأعضاء مجلس الشورى بابا ثابتا من أبواب كل صحيفة أسبوعية تبحث عن الفريسة بين ذوي الأسماء المعروفة، ولم يكن لأعضاء مجلس الشورى سلطان في الحكم يحاسبون عليه أو يناقشون فيه، وإنما كانوا من أعيان البلاد، وكان أكثرهم بعاصمة البلاد على مقربة من جمهرة الصحفيين الأسبوعيين، فكادوا أن ينوبوا عن البلاد جميعا في مصابها بالصحافة الأسبوعية، وتصدى بعضهم للمطالبة بتقييد الأقلام قبل أن يتصدى لها الوزراء والحكام.
قال أحدهم للأمير حسين كامل مستثيرا لنخوته: هل يرضيك يا صاحب السمو أن يقال عنك: إنك رئيس مجلس الشوربة؟ ...
وعلى هذا النحو تبتلى البلاد بالنكسة وقلب الحال، وينادي بالحجر على حرية الصحف من كانوا أحق الناس بالغيرة على حريتها لو لم يكن قوامها العدوان على حرية الناس ...
في القائمة السوداء
وطالت محنة الصحافة هذه بمن يجنون عليها من أبنائها العاملين فيها، ومن أعدائها الساخطين عليها ...
Página desconocida