La vida de Cristo: en la historia y los descubrimientos de la era moderna
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
Géneros
إذا كان الجيل مقبلا على محراب «مامون» بقلبه وقالبه، فالوجهة الأخرى على الطرف الآخر من هذا المحراب.
إن عباد «مامون» غارقون في هموم الحطام، لا يفرغون لحظة لغير الشهوة والطعام، فالذي يستدبر هذه القبلة فلتكن قبلته حيث لا ظل لذلك المحراب، ولا أنقاض لأركانه وأوثانه، وحيث المطلوب كله هم الروح والضمير، وحيث المنبوذ كله هم المادة والجثمان.
أو كما قال لهم الرسول البشير:
الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس، وزنابق الحقل تنمو ولا تتعب ولا تغزل، وسليمان في كل مجده لا يلبس كما تلبس واحدة منها، فإذا كان العشب الذي يقوم اليوم في الحقل ويطرح غدا في التنور يلبسه الله، فما أحراكم أن يلبسكم يا قليلي الإيمان ...
نعم. وإذا تهالكت أمم العالم على الطعام والشراب وقلق العيش؛ فاطلبوا أنتم ما هو أفضل وأبقى ... اطلبوا كنوزا لا تنفد في سماواتها، حيث لا تنالها يد السارق، ولا يبليها السوس.
من استدبر قبلة «مامون » فهذه هي القبلة التي يتجه إليها ، وهذه هي غايتها القصوى، وإن لم تكن هي كل خطوة في الطريق.
وعلى هذا الوجه يفهم السامع رسول الرحمة حيث يقول:
ما هو بقادر أن يكون لي تلميذا من لا يقدر على أن يبغض أباه وأمه وامرأته وبنيه وإخوته، بل يبغض نفسه ...
وما هو بقادر أن يكون لي تلميذا من لا يقدر على أن يحمل صليبه ويتبعني في طريقي.
قائل هذا هو القائل:
Página desconocida