136

Hawi Li Fatawi

الحاوي للفتاوي

Editorial

دار الفكر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1424 AH

Ubicación del editor

بيروت

وَإِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنَا فَتُصَلِّيَ لَنَا فِيهِ فَقَالَ: إِنِّي عَلَى جَنَاحِ سَفَرٍ، وَحَالِ شُغُلٍ، وَلَوْ قَدِمْنَا أَتَيْنَاكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَصَلَّيْنَا لَكُمْ فِيهِ، فَلَمَّا نَزَلَ بِذِي أَوَانٍ - بَلَدٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ - وَأَتَاهُ خَبَرُ الْمَسْجِدِ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف، وَمَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ أَوْ أَخَاهُ عاصم بن عدي أَخَا بَنِي الْعَجْلَانِ فَقَالَ: انْطَلِقَا إِلَى هَذَا الظَّالِمِ أَهْلُهُ فَاهْدِمَاهُ وَحَرِّقَاهُ فَخَرَجَا سَرِيعَيْنِ حَتَّى أَتَيَا بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَ مالك لمعن: أَنْظِرْنِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ بِنَارٍ مِنْ أَهْلِي فَدَخَلَ أَهْلَهُ فَأَخَذَ سَعَفًا مِنَ النَّخْلِ فَأَشْعَلَ فِيهِ نَارًا ثُمَّ خَرَجَا يَشْتَدَّانِ حَتَّى دَخَلَا الْمَسْجِدَ، وَفِيهِ أَهْلُهُ فَحَرَّقَاهُ وَهَدَمَاهُ وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَنَزَلَ فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ مَا نَزَلَ» "، وَأَخْرَجَ ابن المنذر فِي تَفْسِيرِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ محمد بن إسحاق مِثْلَهُ، وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ مِنْ طَرِيقِ ابن إسحاق عَنْ ثِقَةٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مُرْسَلًا مِثْلَهُ، وَأَخْرَجَ أبو داود، وَالتِّرْمِذِيُّ، والحاكم وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقِ صالح بن محمد بن زائدة قَالَ: " «دَخَلَ مسلمة أَرْضَ الرُّومِ فَأُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ غَلَّ فَسَأَلَ سالما عَنْهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عمر عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِذَا وَجَدْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ غَلَّ فَأَحْرِقُوا مَتَاعَهُ، وَاضْرِبُوهُ قَالَ: فَوَجَدْنَا فِي مَتَاعِهِ مُصْحَفًا فَسُئِلَ سالم عَنْهُ، فَقَالَ بِعْهُ وَتَصَدَّقْ بِثَمَنِهِ» ".
وَأَخْرَجَ الحاكم وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " «دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَعَلَيَّ ثَوْبَانِ مُعَصْفَرَانِ فَقَالَ: مَا هَذَانِ؟ قُلْتُ: صَنَعَتْهُمَا لِي أم عبد الله، قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا رَجَعْتَ إِلَيْهَا فَأَمَرْتَهَا أَنْ تُوقِدَ لَهُمَا التَّنُّورَ ثُمَّ تَطْرَحَهُمَا فِيهِ فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا فَفَعَلَتْ» "، وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ طَاوُوسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " «رَأَى النَّبِيُّ ﷺ عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ قَالَ: أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا قُلْتُ: أَغْسِلُهُمَا؟ قَالَ: بَلْ أَحْرِقْهُمَا» " قَالَ النووي فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ: الْأَمْرُ بِإِحْرَاقِهِمَا عُقُوبَةٌ وَهَتْكٌ لِزَجْرِهِ وَزَجْرِ غَيْرِهِ عَنْ مِثْلِ هَذَا الْفِعْلِ.
[ذِكْرُ مَا وَرَدَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فِي ذَلِكَ]
قَالَ ابن سعد فِي الطَّبَقَاتِ فِي تَرْجَمَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالُوا: إِنَّ عمر أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ وَاشْتَدَّ عَلَى أَهْلِ الرَّيْبِ وَالتُّهَمِ، وَأَحْرَقَ بَيْتَ رويشد الثقفي وَكَانَ حَانُوتًا قَالَ ابن سعد: وَالنَّبَّاذُ بِالْمَدِينَةِ يُسَمَّى الْحَانُوتَ، وَقَالَ ابن سعد أَيْضًا فِي تَرْجَمَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَخْبَرَنَا يزيد بن هارون، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ

1 / 139