252

Hawamil y Shawamil

الهوامل والشوامل

Editor

سيد كسروي

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م

Ubicación del editor

بيروت / لبنان

موَاضعه من كتب الْحِكْمَة فَليرْجع إِلَيْهَا.
(مَسْأَلَة)
قد نرى من يضْحك من عجب يرَاهُ، ويسمعه أَو يخْطر على قلبه، ثمَّ ينظر إِلَيْهِ نَاظر من بعد فيضحك لضحكه من غير أَن يكون شَرِيكه فِيمَا يضْحك من أَجله، وَرُبمَا أربي ضحك النَّاظر على ضحك الأول، فَمَا الَّذِي سرى من الضاحك المتعجب إِلَى الضاحك الثَّانِي؟ (الْجَواب) قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه ﵀: إِن النَّفس الشخصية تتأثر من النَّفس الشخصية ضروبًا من التأثيرات بَعْضهَا سريعة، وَبَعضهَا بطيئة، وَقد مر لنا كَلَام كثير فِي هَذَا الْمَعْنى فَمن تأثيرها السريعة بَعْضهَا فِي بعض: النّوم، والتثاؤب، وَكثير مَا الراحات فَإِنَّهُ قد اشْتهر فِي النَّاس أَن من نَعَسَ أَو تناعس عِنْد المستيقظ الَّذِي لَا فتور بِهِ أنعسه ونَوَّمَهُ، وَكَذَلِكَ المتثائب والمتكاسل عَن عمل. وَقد يعرض قريب من ذَلِك فِي النشيط للْعَمَل أَن ينشط أَولا [فيعدي الآخر]، وَلَكِن الأول أنشط وَأبين. وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن النَّفس وَإِن كَانَت كَثِيرَة بالأشخاص فَهِيَ وَاحِدَة فِي ذَاتهَا فَلَيْسَ بعجب أَن يتأدَّى من بعض الْأَشْخَاص إِلَى بعض آثَار نفسية سريعة بِلَا زمَان بتة. وَلَيْسَ يحْتَاج هَذَا الْمَعْنى إِلَى شَيْء يسري على طَرِيق النّقْلَة وَالْحَرَكَة الجسمية الَّتِي تقع فِي كل زمَان، بل يَكْفِي فِي ذَلِك أَن تتلاحظ النفسان، فَإِن التَّأْثِير من أَحدهمَا فِي الآخر يَقع بِلَا زمَان.

1 / 283