Hawamil y Shawamil
الهوامل والشوامل
Editor
سيد كسروي
Editorial
دار الكتب العلمية
Edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م
Ubicación del editor
بيروت / لبنان
وَأما الْكَمَال الْقَرِيب فبمنزلة السُّكْنَى فِي الدَّار. والكمال الْبعيد بِمَنْزِلَة حفظ الْمَتَاع وَدفع أَذَى الْحر وَالْبرد وَمَا أشبه ذَلِك. وَأما أَنْوَاع الْأَفْعَال الَّتِي ذَكرنَاهَا فَإِنَّمَا اخْتلفت بِحَسب أَنْوَاع القوى الفاعلة الَّتِي فِي الْإِنْسَان وَذَلِكَ أَن لكل وَاحِدَة من القوى الشهوية والقوى الغضبية والقوى الناطقة - خَاص فعل لَا يصدر إِلَّا عَنْهَا. وَأما الْأَسْبَاب الدَّوَاعِي فبعضها الشوق والنزوع وَبَعضهَا الْفِكر والروية وَقد تتركب هَذِه. وَأما الْعَوَائِق الَّتِي ذَكرنَاهَا فبعضها اتفاقية وَبَعضهَا قهرية وَبَعضهَا طبيعية. فالاتفاقية بِمَنْزِلَة من يخرج لزيارة صديقه فيلقاه عَدو لم يَقْصِدهُ فيعوقه عَن إتْمَام فعله وَكَمن ينْهض لحَاجَة فيعثر أَو يَقع فِي بِئْر. والقهرية بِمَنْزِلَة من يشد يَدَيْهِ اللُّصُوص ليعوقوه عَن الْبَطْش بهما أَو كمن يُقَيِّدهُ السُّلْطَان ليمنعه من السَّعْي والهرب مِنْهُ. والطبيعية بِمَنْزِلَة الفالج والسكتة وَأما أشبههما. وَهَهُنَا نظر آخر فِي الْفِعْل يَنْبَغِي أَن نتذكره وَهُوَ أَنا رُبمَا نَظرنَا فِي الْفِعْل لَا من حَيْثُ ذَاته وَلَكِن من حَيْثُ إِضَافَته إِلَى غَيره مِثَال ذَلِك أَنا قد نَنْظُر فِي فعل زيد من حَيْثُ هُوَ طَاعَة لغيره أَو مَعْصِيّة وَمن حَيْثُ يُحِبهُ عَمْرو ويكرهه خَالِد وَمن جِهَة مَا هُوَ ضار لبكر وَنَافِع لعبد الله. وَهَذَا النّظر لَيْسَ يكون فِي ذَات الْفِعْل بل فِي إِضَافَته إِلَى غَيره. وَإِذ قد نَظرنَا فِي الْفِعْل وأنواعه وجهاته وَحَاجته فِي ظُهُوره ووجوده إِلَى الشَّرَائِط الَّتِي عددناها - فَإنَّا ناظرون فِي الِاخْتِيَار مَا هُوَ فَنَقُول: إِن الِاخْتِيَار اشتقاقه بِحَسب اللُّغَة من الْخَيْر وَهُوَ افتعال مِنْهُ وَإِذا قيل: اخْتِيَار
1 / 258