6

Hawadith y Bida

الحوادث والبدع

Investigador

علي بن حسن الحلبي

Editorial

دار ابن الجوزي

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

الناهين، فأخطؤوا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عليهم، وإن كان التقدير غالبا؛ لأنهم وإن كانوا قد علموا بعذابهم، فلم يسقط عنهم فرض الأمر بالمعروف، وإن كان ما قالوا: ﴿لِمَ تَعِظُونَ﴾؛ رضًى بالمنكر، لكن لأنهم اعتقدوا أنهم هالكون.
* ومن ذلك قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا﴾ .
وذلك أن المسلمين كانوا يقولون: يا رسول الله! راعنا وأرعنا سمعك.
وهي بالعبرانية كلمة سب من الرعونة، فكانت اليهود تقولها للنبي ﷺ يقصدون سبه، فمنع الله المسلمين أن يقولوها - وإن كانت جائزة -؛ لئلا يتذرع اليهود بذلك إلى ما لا يجوز.
وهذا في الحقيقة منع جائز في الظاهر؛ لما كان يتطرق به إلى باطن ممنوع.
* ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ .
فمنع الله سائر المسلمين من سب آلهة الكفار، وهو مباح؛ لئلا يصير

1 / 26