وفيها، وصل الأمير مظفر الدين بهنام الرومي الناصري زعيم تستر معزولا، وولي عوضه الأمير علاء الدين الدكز الناصري شحنة بغداد، وولي ظهير الدين الحسن بن عبد الله، ناظرا في أعمال خوزستان ومتواليا لديوانها.
وفيها، خلع أمير الحاج شمس الدين قركان وتوجه بالحاج، فلما وصلو بعض المنازل بلغهم أن العرب الاجاودة طموا الآبار في منزل سلمان، وعزموا على أخذهم، فأشاروا على أمير الحاج بالعود إلى بغداد، فاستفتى من كان في الحاج من الفقهاء في ذلك، فأفتوا بجواز الرجوع، فرجع بالناس فلما وصلوا ذكروا أنهم طلبوا منهم المصالحة على مال، وتجاوزوا حد الكثرة فيه، وطلبوا اطلاق محبوسين لهم ببغداد، وأخذ وجوه الحاج رهائن على اطلاقهم وترددت الرسل بينهم في ذلك، هذا كله: والحاج نازلون على ماء قليل يصل إلى بعضهن بالقوة الجاه، وتمادت الأيام وتحقق فوات الحج، فعدلوا عن مصالحتهم، وتوجهوا عائدين، فمات منهم خلق كثير، ومعظم الجمال، وأحرقوا من أزوادهم وأمتعتهم قبل رحيلهم شيئا كثيرا لئلا تأخذه العرب، فقال الفقيه أبو الحسن علي بن البطريق قصيدة: كتبها إلى الخليفة يحرضه على قتال العرب، هذه الأبيات منها:
الكفر في الترك دون الكفر في العرب ... أليس منهم إذا عدوا أبو لهب
أليس منهم أبو جهل وبنتهم ... عدوة المصطفى حمالة الحطب
فيا إمام الهدى يا خير من نظمت ... له المدائح، يابن السادة النجب
يا أيها القائم المنضور أنت إذا ... حضرت وجه رسول الله لم تعب
فاغز الأعاريب بالأتراك منتقما ... منهم ولا تر فيهم حرمة النسب
فقد غزاهم رسول الله في حرم ... الله المنيع بإذن الله وهو نبي
وما رعى فيهم آلا ولا نسبا ... ولم يقل أن أمي منهم وأبي
أن أدعوا أنهم قد أسلموا فقدار ... تدوا بمنعهم للحج عن كثب
وكان قد وصل تابوت مظفر الدين كوكبري صاحب أربل ونفذ صحبة الحاج ليدفن في مكة فلما رجع الحاج، دفن في مشهد علي عليه السلام.
وفيها، نقل تاج الدين معلى من صدرية المخزن، إلى صدرية ديوان الزمام، ونقل عميد الدين بن عباس من الأشراف عليه هناك، وجعل مشرفا عليه في الديوان.
وولي جمال الدين عبد الله بن الناقد صدرا بالمخزن نقلا من الحجبة به، وخلع عليه في دار أخيه نصير الدين، ورتب فخر الدين أحمد بن الدامغاني مشرفا عليه نقلا من أشراف ديوان الزمام، وخلع عليه.
وفيها، توفى أبو عبد الله العباس بن الخليفة الظاهر، وتوفي أيضا الشيخ أبو العباس أحمد بن ثبات الهمامي الواسطي، كان أحد عدول واسط، وتولى قضاء الهمامية مدة ثم ترك ذلك، وقدم بغداد، وأقام بالمدرسة النظامية نحوا من أربعين سنة، يقرىء الناس علم الحساب والفرائض، وصنف في ذلك كتبا، وكان لا يخرج من المدرسة إلا لصلاة الجمعة، مضى على ذلك عمره إلى أن توفي، وكان شيخا بارد الكلام جدا، من يسمع كلامه يخاله أبله، فإذا أملي مسائل الحساب أتى بكل حسن.
وتوفي مجد الدين مخمد بن زعرور، كان أولا يتصرف في أعمال السواد، ثم رتب نائبا بالجانب الغربي مدة، ثم ولي نظارة واسط وأقام بها سنين، ثم فصل عنها فأقام ببغداد مدة، ثم عين عليه صدرا بنهر عيسى. ونهر الملك. وهبت والأنبار، وجعل له ديوان مفرد، فكان على ذلك إلى أن توفي.
وتوفي، تاج الدين أبو الحسن علي بن الأنباري الواسطي، ولد بواسط وخدم في أعمالها، ثم قدم بغداد وخدم ناظرا في ديوان العقار، ثم رتب ناظرا بديوان واسط، ثم عزل ورتب مشرفا في البلاد الحلية مدة، ثم ناب في أعمال المخزن، ثم ولي أشراف الديوان ثم نقل إلى صدرية ديوان الزمام، فلم يزل على ذلك إلى أن مات، وكان ظالما متحيفا.
Página 16