القائلون إذا مسافحهم دنا ... من شاء يغمد سيفه فليعمد
أي المعنى بما ذكرته في (الكامل المتدارك) الذين يبيحون الفروج وجميع ما حرم الله تعالى.
وعجز البيت وهو:
من شاء يغمد سيفه فليعمد
مأخوذ من كلام بعض الباطنية حيث(1) قال ما لفظه:
من شاء يغمد سيفه في أخته فليغمد
المائلون(2) إلى الفصوص وشبهه
والقائلون(3) إلى مهاويه أعمد
(الفصوص): كتاب لابن عربي كبير الصوفية الحلولية، مدح فيه الأوثان، وصوب جميع من أدعى الربوبية، كفرعون -لعنهم الله جميعا-، وأباح جميع ما حرم الله، وصار في زماننا عمدتهم، ويرجعون إليه ويخفونه عمن يخافونه من أهل الإسلام.
والمهاوي: جمع مهواة وهي: الدحلة في الأرض، والهوة التي يهوي من وقع فيها فيهلك ويعطب، أستعير لما زينه من الكفر لفظ المهاوي للمشابهة بينهما؛ لأن الواقع في المهاوي يعطب[وكذلك الواقع فيما زينه صحاب الفصوص يعطب](4)، وأعمد معناه: اقصد.
قال في (الصحاح): وعمدت للشيء أعمده عمدا قصدت له وهو نقيض الخطأ، وإنما عدل عن أقصد إلى أعمد لالتزام الميم قبل حرف الروي في جميع القصيدة.
ويقر طورا بالحلول لمن عنى ... ويقول حينا قد قذفتم من مدي
من مدي: أي من قطع بالمدية بضم الميم أعني ميم مدية وكسرها(5)، وهي: السكين الصغير.
Página 9