قال جار الله في (الكشاف) في تفسير قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، محبة العباد لله تعالى مجاز عن إرادة نفوسهم اختصاصه بالعبادة دون غيره ورغبتهم فيها، ومحبة الله عباده أن يرضى عنهم ويحمد فعلهم، والمعنى: إن كنتم مريدين لعبادة الله على الحقيقة فاتبعوني حتى يصح ما تدعونه من إرادة عبادته يرضىعنكم ويغفر لكم.
وعن الحسن: زعم أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم يحبون الله فأراد أن يجعل لقولهم تصديقا فمن ادعى محبته وخالف سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فهو كذاب، وكتاب الله يكذبه، فإذا رأيت من يذكر محبة الله ويصفق بيديه مع ذكرها، ويطرب، وينعر ويصعق فلا شك في أنه لايعرف الله ولا يدري ما محبة الله وما تصفيقه وطربه، ونعرته وصعقته إلا أنه تصور في نفسه الخبيثة صورة مستملحة معشقة فسماها الله بجهله ودعارته، ثم صفق وطرب ونعر وصعق على تصورها، وربما رأيت المنى قد ملأ أردان ذلك المحب عند صعقته وحمقا العامة حواليه قد ملأوا أردانهم بالدموع لما رققهم من حاله، وله أيضا في موضع آخر في (الكشاف) عند تفسير قوله تعالى: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}.
Página 66