وقال في كتاب (ينابيع النصيحة) [بعدما سرد كثيرا من الأدلة على تحريم اللهو واللعب](1) ما لفظه: كانت قريش تطوف بالبيت عراة يصفقون ويصفرون يخلطون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم طوافه وصلاته، ثم قال عليه السلام: فإذا كان التصفيق والصفير من جملة أفعال الكافرين وجب تركه وحرم فعله؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم(2))) وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم]:(3) ((عشرة من أفعال قوم لوط فاحذروهن(4))) وذكر فيها الصفير فحذر صلى الله عليه وآله وسلم من أفعال الكافرين وهم قوم لوط عليه السلام ولأن الله سبحانه قد عاب التصفيق والصفير على الكافرين، ووبخهم به فكيف لايعيبه على المسلمين وقد قال سبحانه: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين} وقال تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}؛ لأن ذلك من جملة اللعب واللهو، وقد قال سبحانه: {اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا}، فاحذر أيها المسترشد أن تغتر بأقوال الصوفية، وتنخدع بزخارف الحشوية إلى آخر كلامه عليه السلام في كتاب (ينابيع النصيحة).
Página 60