وأما إصغاء ابن عباس الذي ذكره فإنما هو(1) ليعرف استمرار الزمار فيستمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سد أذنيه، أو يعرف سكوته فيترك النبي سد أذنيه وتعرف المنكر ليس بحرام، ألا ترى أن تعمد النظر إلى فرج الزانين لتحقق الزنا وعدمه من الشهود الأربعة ليس بحرام، وكذلك إجماع علماء(2) أهل البيت عليهم السلام على جواز الهجوم على أهل الفساد ليعرف حالهم ويزجروا عن المنكر، ولو سمع ورأى من يهجم عليهم من المنكرات عظيما ولم يجعلوا ذلك مبيحا للكف عن الهجوم عليهم وسيأتي إن شاء الله تعالى قريبا من السنة النبوية ما يدل على تحريم كل لهو، مع أن في قوله تخليط ومناقضة بينة؛ لأنه قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سد مسمعه كما تقدم.
وقال في موضع آخر:
والحبش فشت غناهم في رقصهم ... ...... البيت
فأثبت لهم الغناء مع الرقص ثم زعم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لهم: إيها بمعنى زيدوا، في قوله: ومقاله إيها .. البيت.
وزعم أنه طلب عائشة تنظر إليهم في قوله في قصيدته:
ولعائش أدنى لتنظر لعبهم ... من خلفه فغدت بأدنا مقعد
ما قال حسبك قدك نزعج عائشا ... صلى عليه الله أو قالت قد
[المناقضة في هذا ؛ظاهرة لأنه قال تارة سد مسمعه وقال تارة إنه أمرهم بالزيادة وأمر عائشة بالقرب منهم والاستماع منه](3).
Página 41