وقوله: بادي بدي يدل(1) على أنه في ابتداء الأمر فقط، وبعضهم قال: إن لعبهم كان بالسلاح للتدرب في الحرب، والذي أراه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ترك نهيهم عنه، تأليفا لهم وتلطفا بهم، ومحاذرة أن يكسر قلوبهم حال وفودهم؛ لأنهم حين وفدوا لاعلم لهم بالشرائع، وما لايحل، وما لا يحرم، ومما يدل على صحة هذا القول أن عمر حصبهم لما لعبوا وإنماحصبهم لمعرفته أنه منكر ولم يعرف ما يسوغ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
[ من تأليف الوافدين التلطف بهم حتى يعرفوا ما يحل وما يحرم.
روى مسلم] (2) في صحيحه بإسناده إلى أبي هريرة قال: بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحرابهم إذ دخل عمر بن الخطاب فأهوى بيده إلى الحصبا فحصبهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((دعهم(3))).
Página 36