Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
في الفتنة <1/94> قال في الصحاح: الفتنة الامتحان والاختبار، تقول: فتنت الذهب لتنظر ما جودته، ودينار مفتون، قال الله تعالى: {إن الذين فتنوا المومنين والمومنات}[البروج:10] إلى آخره، وقال ابن حجر: والفتن جمع فتنة، قال الراغب: أصل الفتن إدخال الذهب النار لتظهر جودته من رداءته، وتستعمل في إدخال الإنسان النار، وتطلق على العذاب كقوله تعالى: {ذوقوا فتنتكم}[الذاريات:14]، وعلى ما يحصل منه العذاب كقوله تعالى: {ألا في الفتنة سقطوا}[التوبة:49]، وعلى الاختبار كقوله: {وفتناك فتونا}[طه:40]، وفيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورجاء، وفي الشدة أظهر معنى وأكثر استعمالا، قال الله تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة}[الأنبياء:35]، ومنه قوله:{ وإن كادوا ليفتنونك}[الإسراء:73]، أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفك عن العمل بما أوحي إليك، وقال أيضا: الفتنة تكون من الأفعال الصادرة من الله ومن العبد كالبلية والمعصية والقتل والعذاب والمصيبة وغيرها من المكروهات، فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة، وإن كانت من الإنسان بغير أمر الله فهي مذمومة، فقد ذم الله الإنسان بإيقاع <1/95> الفتنة كقوله: {والفتنة أشد من القتل}[البقرة:191]، وقوله: {إن الذين فتنوا المومنين والمومنات}[البروج:10] وقوله: {مآ أنتم عليه بفاتنين}[الصافات:162]، وقوله: {بأييكم المفتون}[القلم:6]، وقوله: {واحذرهم, أن يفتنوك}[المائدة:49].
وقال غيره: أصل الفتنة الاختبار ثم استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبار والمكروه، ثم أطلقت على كل مكروه، وأوائل الكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك، انتهى.
Página 95