Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
في الحب <1/82> قوله: «إذا أحب الله عبدا» إلى آخره، قال العلقمي: "قال شيخنا: تبعا للنووي قال العلماء: محبة الله لعبده هي: إرادة الخير له وهدايته وإنعامه <1/83> عليه ورحمته، وبغضه: إرادة عقابه وشقاوته ونحوه. وحب جبريل والملائكة يحتمل وجهين: أحدهما استغفارهم له وثناؤهم عليه ودعاؤهم، والثاني أنه على ظاهره المعروف من الخلق، وهو ميل القلب إليه واشتياقه إلى لقائه، وسبب ذلك كونه مطيعا لله محبوبا له.
ومعنى: «يوضع له القبول في الأرض» أي الحب في قلوب الناس ورضاؤهم عنه، انتهى.
قوله: «وإذا أبغض الله عبدا فمثل ذلك» صرح ببقية الحديث في الجامع حيث قال: "وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فابغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فابغضوه، فيبغضونه ثم توضع له البغضة في الأرض".
قوله: «لا ظل إلا ظلي» قال في السؤالات عند قوله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" إلى آخره، ظل الله الجنة، لكن فيه إن هذا يوم القيامة قبل دخول الناس إلى الجنة والنار، والظاهر أن المراد ظل العرش كما ورد ذلك في دعاء الطائف عند الميزاب، والله أعلم.
<1/84> قوله: «إذا أحب عبدي لقائي» إلى آخره، يعني عند الاحتضار وظهور علامات الموت، لما ورد من النهي عن تمني الموت والدعاء به قبل إتيانه، كما هو مشهور من ذلك على ما في كتب قومنا.
قوله صلى الله عليه وسلم : «لا يتمنى أحدكم الموت» إما محسن فلعله يزداد، وإما مسيء فلعله يستعتب، أي يسترضي الله بالإقلاع والاستغفار، وفي رواية: "لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو به من قبل أن يأتيه". قال العلقمي: "فجمع في النهي عن ذلك بين القصد والنطق، وفي قوله: «من قبل أن يأتيه» إشارة إلى الزجر عن كراهته إذا حضر لئلا يدخل في كره لقاء الله.
Página 83