303

Hashiyat Tartib

حاشية الترتيب لأبي ستة

قال ابن حجر: قلت قد خص في بعض الروايات بالأول، ففي رواية حماد بن زيد (ففاضت عيناه من خشية الله حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذب يوم القيامة) إلخ، فذكر تنبيهين:

الأول منهما يتعلق بما نحن فيه حيث قال: "الأول: ذكر الرجال في هذا الحديث لا مفهوم له بل يشترك النساء معهم فيما ذكر، إلا إن كان المراد بالإمام العادل الإمامة العظمى، وإلا فيمكن دخول المرأة حيث تكون ذات عيال فتعدل فيهم.

التنبيه الثاني: ويخرج خصلة ملازمة المسجد لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من المسجد، وما عدا ذلك فالمشاركة حاصلة لهن، حتى الرجل الذي دعته المرأة فإنه يتصور في امرأة دعاها ملك جميل مثلا فامتنعت خوفا من الله مع حاجتها، أو شاب جميل دعاه ملك أن يزوجه ابنته مثلا فخشي إن تركت منه الفاحشة فامتنع مع حاجته إليه" انتهى.

قوله: »دعته امرأة ذات حسن وجمال«، في رواية البخاري (ذات منصب) وفي رواية مالك (ذات حسب) قال ابن حجر: والمراد بالمنصب الأصل والشرف، <1/311> وقال في الحسب: وهو يطلق على الأصل وعلى المال أيضا، ووصفها بأكمل الأوصاف التي جرت العادة بمزيد الرغبة لمن تحصل له فيه، وهو المنصب الذي يستلزم الجاه والمال مع الجمال، وقل من يجتمع ذلك فيها من النساء، إلى أن قال: والظاهر أنها دعته إلى الفاحشة، وبه جزم القرطبي ولم يحك غيره، وقال بعضهم يحتمل أن تكون دعته إلى التزويج بها فخاف أن يشتغل عن العبادة بالافتتان بها، أو خاف أن لا يقوم بحقها لشغله بالعبادة عن التكسب بما يليق بها، والأول أظهر، إلى أن قال: والصبر عن الموصوفة بما ذكر من أكمل المراتب كثرة الرغبة في مثلها وعسر تحصيلها لا سيما وقد أغنت عن مشاق التوصل إليها بمراودة ونحوها" انتهى.

Página 304