Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: «إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة» إلى آخره، معنى هذا الحديث رواه في الوضع والإيضاح بلفظ آخر مع زيادة عن عمرو بن عنبسة وكان يسمى ربع الإسلام، قال: قلت: يا رسول الله حدثني عن الوضوء، فقال: "ما منكم من رجل يقرب وضوءه فيمضمض ويستنشق إلا خرجت خطاياه من فيه وخياشيمه مع الماء، ثم غسل وجهه كما أمره الله خرجت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم إذا غسل يديه إلى المرفقين خرجت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم إذا مسح رأسه خرجت خطاياه من أطراف شعره مع الماء، ثم إذا غسل رجليه إلى الكعبين خرجت خطايا قدميه من أنامله مع الماء، فإذا قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه ومجده انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه) انتهى.
وفي نسخة شيخنا رحمه الله مصلحه عبسة بغير نون، وكتب عليه بهامش نسخته في بعض كتب المخالفين عمرو بن عيينة السلمي، وكتب أيضا على قوله: (إلا خرجت) في رواية المخالفين (إلا خرت) بالخاء والراء ومعناه سقطت، ويروى (جرت) بالجيم أي خرت ماء الوضوء، وكتب أيضا على قوله: (إلا خرجت خطاياه).
المراد بالخطايا الصغائر دون الكبائر، والمراد بخروجها المجاز في غفرانها لأنها ليست بأجسام فتخرج حقيقة، والله أعلم، وقيل: بل حقيقة إذ المعاني قد تتشكل، انتهى، وأقول: إن كان مراده بتشكلها تجسيما فهو لا يناسب المذهب، لأن الأعمال أعراض، والأعراض عندنا لا تجسم؛ لأن ذلك يؤدي إلى قلب الحقائق وهو محال، كما نص عليه في السؤالات، والله أعلم، وإنما قلنا بالتأويل في <1/120> الخطايا لأنا ندين بأن الله لا يغفر الكبائر لمن اجتنب الصغائر إلا بالتوبة منها كما هو معلوم.
Página 115