Hashiyat Tartib
حاشية الترتيب لأبي ستة
وفي الحديث إلى آخره قال ابن حجر: الاستنثار هو استفعال من النثر بالنون والمثلثة وهو طرد الماء الذي يستنشقه المتوضئ، أي يجذبه بريح أنفه لتنظيف ما في داخله فيخرج بريح أنفه سواء كان بإعانة يده أم لا، وحكي عن مالك كراهية فعله بغير اليد لكونه يشبه فعل الدابة، والمشهور عدم الكراهة، وإذا استنثر بيده فالمستحب أن يكون باليسرى، إلى آخره.
قوله: «ومن استجمر» أي استعمل الجمار وهي الحجارة الصغار في الاستنجاء.
قوله: «فليوتر» أقل الوتر عند أصحابنا ثلاثة أحجار لما تقدم من قوله: "وأمر أن يستنجي بثلاثة أحجار" إلى آخره.
<1/108> الباب الخامس عشر
في آداب الوضوء وفرضه
<1/110> قوله: «إذا استيقظ أحدكم» إلى آخره، قال العلقمي: استيقظ تيقظ.
قوله: «من نومه» قال النووي: النوم انغمار وغلبة على العقل يسقط به الإحساس، وقال العلقمي: النوم غشية ثقيلة تهجم على القلب فتقطعه عن المعرفة بالأشياء، ولهذا قيل: هو آفة كأن النوم أخو الموت، وقيل: إن النوم مزيل للقوة والعقل، وأما السنة ففي الرأس، والنعاس في العين، وقيل: السنة هي النعاس، وقيل: السنة آخر النوم تبدو في الوجه ثم تنبعث إلى القلب فينعس الإنسان، إلى آخره.
قال العلقمي: قال شيخ شيوخنا: وأخذ بعمومه الشافعي والجمهور فاستحبوه عقب كل نوم وخصه أحمد بالليل لقوله: (باتت يده) لأن حقيقة المبيت يكون في الليل، لكن التعليل يقتضي إلحاق نوم النهار بنوم الليل، وإنما خص نوم الليل بالذكر للغلبة، قال الرافعي: يمكن أن يقال: الكراهة في الغمس لمن نام ليلا أشد لمن نام نهارا، انتهى.
Página 104