227

Marginalia de la Guía - Introducción

حاشية الإرشاد ـ مقدمة

Géneros

وقال بعض المعاصرين في رد هذه الاتهامات:

أما لجهة السب فإني أميل إلى تبرئة الرجل منه. لقد حقق الشهيد خلال سنين عديدة صلات طيبة بالمراكز العلمية السنية في المنطقة، وقرأ على كثير من شيوخها، وظل حتى أواخر عمره يقيم مددا غير قصيرة في دمشق، حيث كسب لنفسه مركزا علميا ممتازا وتقديرا. ونسجل هنا شهادة الجزري التي يقول فيها: «صحبني مدة مديدة فلم أسمع منه ما يخالف السنة» (1). وهذا يدلنا على دقة الرجل، حتى لقد كان يحرص وهو يخط اللمعة الدمشقية أن لا يطلع عليه أحد. رجل كهذا في دقته ومرونته وسعة أفقه لا يمكن أن يلجأ إلى النيل والسب، وعلى كل حال فلما ذا يفعل؟! في تقديرنا إن هذا السبب ليس أكثر من ترديد لتهمة تاريخية ضد الشيعة كانت دائما أرخص وأيسر وسيلة للاستشارة عليهم (2).

نعم، كان الشهيد يراعي التقية، ودعا في آخر إجازته لابن الخازن- التي كتبها في دمشق قبل شهادته بسنتين تقريبا أي ثاني عشر شهر رمضان عام 784- للصحابة، حيث قال:

والحمد لله أبد الآبدين، وصلى الله على أفضل الخلائق أجمعين. وعترته الطيبين الطاهرين وصحبة الأخيار المنتجبين (3).

وقال صاحب الرياض:

نقل عنه (رحمه الله) أنه كان في الأيام يشتغل بتدريس كتب المخالفين ويقرئهم ولم تحصل له فرصة لتدريس كتب الشيعة لشدة التقية إلا في الليل بقدر ما بين المغرب والعشاء، فكان يدرس في ذلك الوقت الشيعة حين الخلوة في بيت معين عمله تحت الأرض (4).

Página 250