24

Al-Abadi's Commentary on Al-Zarkashi's Al-Mansur in the Fundamentals

حاشية العبادي على المنثور في القواعد للزركشي

Editor

جمال محمود فارع سعيد

Editorial

مكتبة تريم الحديثة والمكتبة التوفيقية

Ubicación del editor

تريم

وصفة الاستفادة منها وهو ما يعرف بطرق الاستنباط، وصفة المجتهد وضده وهو المقلّد وما يتبع ذلك من شروط الاجتهاد وأحكامه.(١)

ومن أقدم من أظهر الفرق بين القاعدة الفقهية والأصولية القرافي(٢) حيث قال: "الشريعة المعظمة المحمدية - زاد الله تعالى منارها شرفًا وعلوًا - اشتملت على أصول وفروع، وأصولها قسمان:

أحدهما: المسمى بأصول الفقه وهو في غالب أمره ليس فيه إلا قواعد الأحكام الناشئة عن الألفاظ العربية خاصة، وما يعرض لتلك الألفاظ من النسخ والترجيح، ونحو: الأمر للوجوب، والنهي للتحريم، والصيغة الخاصة للعموم، ونحو ذلك، وما خرج عن هذا النمط إلا كون القياس حجة وخبر الواحد وصفات المجتهدين.

والقسم الثاني: قواعد كلية فقهية جليلة كثيرة العدد عظيمة المدد مشتملة على أسرار الشرع وحكمه، لكل قاعدة من الفروع في الشريعة ما لا يحصى ولم يذكر منها شيء في أصول الفقه"(٣).

الفروق بين القواعد الفقهية والقواعد الأصولية هي:

من جهة التعلّق: القواعد الفقهية تتعلق بأفعال العبد وتصرفاته، فقاعدة: (الأمور بمقاصدها) تندرج تحتها مسائل في العبادات والمعاملات والجنايات والعقوبات،

(١) (ما لا يسع الفقيه جهله من أصول الفقه)، عياض السلمي: صـ ١٧.

(٢) هو أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن، أبو العباس، القرافي، أحد علماء المالكية، من كتبه: ((الذخيرة)) وهو من أجل كتب المالكية، توفي سنة (٦٨٤ هـ)، ((الديباج المذهب))؛ ابن فرحون: ٢٣٦/١، والقرافي نسبة إلى القرافة، وهو: اسم قبيلة يمنية جاورت المقابر بمصر فغلب اسمها على كل مقبرة. ((الأنساب)؛ السمعاني: ٤٦٥/٤.

(٣) "الفروق"، الفروق: ١ /٩

30