Hashiya Ula sobre Alfiyya
الحاشية الأولى على الألفية
Géneros
..........
وصل ظل الشاخص إليه كانت الشمس على دائرة نصف النهار لم تزل بعد، فإذا خرج الظل عنه إلى جهة المشرق فقد تحقق زوالها، وهو ميلها عن تلك الدائرة إلى جهة المغرب.
وأما ما ذكره الأصحاب من علمه بزيادة الظل بعد نقصه، أو حدوثه بعد عدمه، فلا يتوقف إلا على نصب الشاخص كيف اتفق، لكن يتبين الزوال بالأول قبل الثاني بزمان كثير، فإن تحقق الزيادة بعد انتهاء النقصان لا يظهر إلا بعد مضي نحو ساعة من أول الزوال، بخلاف ما لو فرض خط نصف النهار على سطح مستو، وهذا أمر تحققه التجربة إن لم يستقل به الحس.
واعلم أن الظل الباقي للشخص عند الزوال يختلف باختلاف البلاد والفصول، بحسب قرب الشمس من مسامتة رأس الشخص وبعدها عنه، فكلما كانت الشمس في البروج الجنوبية- وهو فصل الشتاء والخريف- كان الظل الموجود أطول مما لو كانت في البروج الشمالية كالربيع والصيف في البلاد المعمورة.
ويتصور عدمه أصلا إذا كانت الشمس على رأس الشخص، وذلك في خط الاستواء عند الاعتدالين، وفيما خرج عنه إلى جهة الشمال إذا ساوي عرض البلد مقدار ميل الشمس عن دائرة معدل النهار.
وما ذكره بعض الأصحاب من إطلاق كون ذلك بمكة وصنعاء في يوم واحد، وهو أطول أيام السنة (1)، فاسد بغير شك؛ لأن الشمس في ذلك الوقت يكون لها بالبلدين المذكورين ظل جنوبي، خصوصا بصنعاء؛ لنقصان عرضها عن الميل الأعظم. نعم يتفق ذلك في البلدين في غير اليوم المذكور، وهذا الأمر لا يخفى على من له دراية في هذا الفن.
Página 489