414

Comentario sobre el Tafsir al-Baydawi

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

Géneros

يصدق عليه أنه عمل صالح، بل المراد به جميع ما يجب على كل مكلف بالنظر إلى حاله فيختلف باختلاف أحوال المكلفين من الغنى والفقر والإقامة والسفر والصحة والمرض إلى غير ذلك. مثلا تجب الزكاة أو الحج أو إتمام الصلوات أو تخيير الصوم على واحد دون آخر على حسب اختلاف حاله، فمعنى قوله تعالى: وعملوا الصالحات أن كل واحد عمل جميع ما يجب عليه من الأعمال على حسب حاله، والقرينة على هذا المعنى اختلاف أحوال المكلفين في التكاليف. فإن اللام الداخلة على اسم الجنس تكون لتعريف العهد الخارجي إن كان هناك معهود خارجي، وإلا فقد تكون لتعريف نفس الحقيقة من حيث هي وكثيرا ما تكون لتعريف الحقيقة من حيث وجودها في ضمن الأفراد. وليس المراد من اللام في «الصالحات» تعريف نفس الحقيقة من حيث هي لأن الجمعية وكذا تعلق العمل بها يدلان على أن المقصود الأفراد دون نفس الحقيقة فلم يبق إلا احتمال كونها للاستغراق وكونها للعهد الذهني فإن وجدت قرينة البعضية تحمل عليها وإلا فتحمل على العموم سواء كان المعرف بلام الجنس مفردا أو جمعا إلا أن اللام الداخلة على المفرد واللام الداخلة على الجمع بينهما فرق على تقدير كونهما للعهد الذهني من حيث إن المفرد كالرجل يجوز أن يراد به البعض. فيجوز أن يراد به البعض إلى الواحد لقيام الجنسية بكل واحد من الأفراد بخلاف الجمع فإنه إن أريد به البعض فلا يجوز أن يراد به البعض إلى الواحد وإنما يجوز أن يراد به البعض لا إلى الواحد وإنما يجوز إلى الثلاثة فقط، لأن المراد به الجنس بصيغة الجمعية ولا جمعية في أقل من الثلاثة لأن أقل الجموع هو الثلاثة. ولا فرق بينهما على تقدير كونهما للاستغراق والعموم، فإن استغراق الجمع كاستغراق المفرد في التناول لكل واحد واحد فإن الحكم المنسوب إلى المفرد المستغرق يكون منسوبا إلى كل واحد من أفراد الجنس، فكذا الحال في الجمع المستغرق. وقيل: استغراق الجمع إنما يكون بتناول الحكم لكل جماعة لأنها آحاد مدلوله، ومن ههنا يقال: الكتاب أكثر من الكتب والملك أكثر من الملائكة. قوله: (وعطف العمل على الإيمان مرتبا للحكم) الضميران المستتران في عطف ومرتبا على صيغة اسم الفاعل راجعان إلى الله تعالى. والمراد بالحكم الذي رتبه عليهما هو التبشير بأن لهم جنات. وقوله: «إشعارا» علة للعطف المقيد، ووجه الإشعار ما اشتهر من أن ترتب الحكم على الوصف مشعر بعليته له. قوله: (فإن الإيمان الخ) علة لكون السبب مجموع الأمرين. والأس بضم الهمزة بمعنى الأساس. والغناء بالفتح النفع والفائدة. وظاهر كلامه يوهم أن الإيمان المجرد لا ينجي وأن الجمع بينهما سبب موجب للثواب، وأن ترك العمل يوجب العقاب وليس كذلك عند أهل السنة كما حقق في موضعه. قوله: (وفيه دليل على أنها)

Página 420