Comentario sobre el Tafsir al-Baydawi
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Géneros
فنقلت فتحة التاء إلى الخاء ثم أدغمت في الطاء، ويخطف بكسر الخاء لالتقاء الساكنين واتباع الياء لها ويتخطف.
كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا استيناف ثالث كأنه قيل: ما يفعلون في تارتي خفوق البرق وخفيته؟ فأجيب بذلك. وأضاء إما متعد والمفعول محذوف بمعنى كلما نور لهم ممشى أخذوه أو لازم بمعنى كلما لمع لهم مشوا في مطرح نوره، وكذلك أظلم فإنه جاء متعديا منقولا من ظلم الليل، نقلت فتحة تاء الافتعال إلى الخاء ثم أدغمت في الطاء. وقرىء أيضا يخطف بكسر الياء والخاء والطاء المشددة أصله يختطف فسكنت حركة التاء لأجل الإدغام فأدغمت التاء في الطاء فاجتمع ساكنان الخاء والحرف المدغم فكسرت الخاء، إما متابعة للطاء وإما لأن الكسرة أصل في تحريك الساكن ثم كسر حرف المضارعة تبعا للخاء. وقرىء يتخطف على البناء لفاعل وهو ههنا يكون متعديا فلذلك نصب أبصارهم لقوله تعالى: ويتخطف الناس من حولهم [العنكبوت: 67].
قوله: (في تارتي خفوق البرق) أي لمعانه واضطرابه يقال: حفقت الراية والقلب والسراب تخفق وتخفق خفقانا إذا اضطربت. ويقال: تارة بعد تارة أي مرة بعد مرة والمقصود من الاستيناف بقوله: كلما أضاء لهم إلى آخر الآية المبالغة في شدة أحوال ذوي الصيب وشدة ما فيه من الظلمة بحيث لا يقدرون فيها على الحركة إلى وقت لمعان البرق ليعلم من ذلك شدة أحوال المنافقين المشبهة بأحوال هؤلاء. قوله: (كلما نور لهم ممشى) أي موضع مشى وهو المفعول المحذوف «لأضاء» بمعنى نور، والمستتر في «نور» ضمير البرق والضمير المنصوب في «أخذوه» راجع إلى «ممشي» وقوله: «أخذوه» أي مشوا فيه إشارة إلى أن الضمير المجرور في قوله تعالى: فيه راجع إلى المحذوف بناء على أن المقدر في حكم الملفوظ فصح رجوع الضمير إليه. قوله: (مشوا في مطرح نوره) إشارة إلى أن ضمير «فيه» على تقدير أن يكون أضاء لازما راجع إلى البرق كضمير «أضاء» وإلى أن هناك مضافين مقدرين والمعنى أن البرق كلما لمع لهم مشوا فيه في مطرح نوره خطوات يسيرة مع خوف أن يخطف أبصارهم. وقد مر أن ضمير «فيه» على تقدير أن يكون أضاء متعديا راجع إلى المفعول المحذوف. قوله: (وكذلك أظلم) يعني أنه يجيء لازما ومتعديا مثل أضاء إلا أن المصنف لم يصرح بمجيئه لازما لظهوره وشهرته واقتصر على ذكر مجيئه متعديا، ولذلك قال صاحب الكشاف: «وأظلم» يحتمل أن يكون غير متعد وهو الظاهر.
وقال الفاضل التفتازاني نور الله تعالى مرقده في بين كون عدم تعديته ظاهرا: لأن المتعدي لا يوجد في استعمال من يستشهد بكلامه ولم يثبته الثقات من أئمة اللغة إلا القليل جدا كما نقل
Página 344