Comentario sobre el Tafsir al-Baydawi
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Géneros
لكنه لم يوجد إما لعروض مانع أو لفقد شرط. وعسى موضوعة لرجائه. فهي خبر محض ولذلك جاءت متصرفة بخلاف عسى، وخبرها مشروط فيه أن يكون فعلا مضارعا تنبيها على أنه المقصود بالقرب من غير أن ليؤكد القرب بالدلالة على الحال، وقد تدخل عليه حملا لها على عسى كما يحمل عليها بالحذف من خبرها لمشاركتهما في أصل معنى المقاربة. والخطف الأخذ بسرعة وقرىء يخطف بكسر الطاء ويخطف على أنه يختطف المسبب بخلاف العلة التامة فإن وجودها يستلزم وجود المعلول. قوله: (وعسى موضوعة لرجائه) أي لرجاء حصول مضمون خبرها مطلقا أي سواء رجى حصوله عن قرب أو بعد مدة مديدة. ولم يقل إن «عسى» من أفعال المقاربة موضوعة لرجاء دنو الخبر كما هو المفهوم من تعبير ابن الحاجب رحمه الله تعالى في الكافية، وكأنه اختار ما ذهب إليه الرضي الاستر ابادي رحمه الله حيث قال: الذي أرى إن «عسى» ليس من أفعال المقاربة إذ هو طمع لحصول مضمون الخبر في حق غيره تعالى، والطمع يستدعي أن لا يكون الطامع على وثوق من حصول المطموع فكيف يحكم بدنو ما لا يوثق بحصوله ثم أبطل أن يكون «عسى» لطمع دنو مضمون خبره لا لطمع حصول مضمون خبره بناء على أن دخول الدنو في مفهوم «عسى» وضعا لم ينقل عن أهل اللغة. فإذا قلت: عسى زيد أن يخرج كان بمعنى «لعل» كما ذكر آنفا هذا كلام الرضي رحمه الله. إلا أن الجمهور اتفقوا على أن «عسى» من أفعال المقاربة وأن القرب فيه مرجو وفي «كاد» موجود. قال الزمخشري في المفصل: والفصل بين معنى «عسى» ومعنى «كاد» أن عسى لمقاربة الأمر على سبيل الرجاء والطمع تقول: عسى الله أن يشفي مريضك تريد أن قرب شفائه مرجو عند الله سبحانه وتعالى مطموع فيه، و «كاد» لمقاربته على سبيل الوجود والحصول تقول: كادت الشمس أن تغرب تريد أن قربها من الغروب قد حصل. إلى هنا كلامه. والله أعلم. قوله: (فهي خبر محض) أي إذا كانت «كاد» موضوعة للإخبار بقرب مضمون خبرها من الوقوع في الحال والحصول فيه ثبت أنها خبر محض ليس فيها شائبة الإنشائية بخلاف «عسى» فإنها موضوعة دلالة على مجرد رجاء حصول مضمون خبرها فهي إنشاء محض. قوله: (ولذلك) أي ولكون «كاد» خبرا محضا جاءت متصرفة كسائر الأفعال المتصرف فيها لأن الأصل فيما وضع للإخبار أن يتصرف فيه. تقول:
كاد يكيد كيدا، وكاد كادا كادوا، وكادت كادتا كدن، كدت كدتما كدتم، كدت كدتما كدتن، كدت كدنا هذا على لغة من يجعله أجوفا يائيا نحو باع، وهو المشهور. وعليها قوله سبحانه وتعالى: تالله إن كدت لتردين [الصافات: 56] وبعض العرب يجعله واويا ويقول:
«كدت» «تكاد» بخلاف «عسى» فإنه لم يتصرف فيها إذ لم يأت منها إلا الماضي لتضمنها معنى الحرف أعني «لعل» والحروف لا يتصرف فيها فكذا «ما» بمعناها. قال صاحب الكشاف
Página 342