Hashiyat al-Sindi 'ala Sahih al-Bukhari
حاشية السندي على صحيح البخاري
Géneros
455 قوله : (فقال له أسلم) فيه عرض الإسلام على الصبي وهو دليل على صحته من الصبي إذ لو لم يصح لما عرض عليه ، وفي قوله أنقذه من النار دلالة على أنه صح إسلامه ، وعلى أن الصبي إذا عقل الكفر ومات عليه فهو يعذب. كذا قال المحقق ابن حجر ، ويحتمل أن يقال إنه إنما يعذب على ذلك إذا عرض عليه الإسلام وأبى لا مطلقا. فإن قلت : فحينئذ لم عرض عليه الإسلام مع أنه لو أبى بعد العرض لا يستحق العذاب قلت : لعله ليموت مسلما وينال فضيلة الإسلام إذ لو فرض نجاة أولاد الكفرة فهم محرومون عن نيل فضيلة الإسلام قطعا والله تعالى أعلم.
رقم الجزء : 1 رقم الصفحة : 419
ويحتمل أن يقال قوله أنقذه من النار مبني على احتمال أن يموت بالغا في هذا المرض بأن كان قريب البلوغ ، فيحتمل أن يموت بعده أو في غيره على أنه لا يستبعد إطلاق الغلام على البالغ القريب العهد بالبلوغ ، فيمكن أن هذا الولد كذلك وعلى هذا فلا دلالة على عذاب الصبي إذا مات ولم يسلم والله تعالى أعلم.
356
قوله : (إلا يولد على الفطرة) أي : سلامة الطبيعة ، وخلو الذهن عما يبعده عن قبول ملة الإسلام من الشبه الصارفة أو التقليد المانع عن قبول الحق على ما هو المعتاد الغالب ، وذلك لأنه بخلوه عن تلك الصوارف صار كأنه جبل على الملة ، وطبع عليها كأن الملة لسلامتها يسارع الذهن إلى قبولها إذا لم يكن عن القبول مانع والله تعالى أعلم.
ولعل هذا على المعتاد الغالب أو المقصود بيان حال أمته لا بيان من سبق ، فلا يشكل بالغلام الذي قتله الحصر ، فقد ثبت أنه طبع كافرا والله تعالى أعلم.
قوله : (فأبواه يهودانه) أي : إن تهود.
Página 198