أو مشي عميان عم لا دليل لهم
سوى العصي إلى يوم الشعانين
لولاك تؤنسني بالقرب ما بقيت
نفسي إليك ولو مثلت من طين
ولما حج ابن رامين، وحج بجواريه معه حزن أهل بغداد عليه وعلى جواريه، وقال قائلهم:
حججت بيت الله تبغي به ال
بر ولم ترث لمحزون
يا راعي الذود لقد رعتهم
ويلك من روع المحبين (2) السفور والحجاب
والقارئ لكتاب الأغاني يرى الحجاب في ذلك العهد لم يكن له شأن يذكر؛ فالمرأة تقابل الرجال وتجالسهم، وتسمر معهم كما رأينا في الخيزران وزبيدة، بل قد تقود الجنود للقتال كأخت طريف بن الوليد، وبكثرة الجواري وشعر بشار وأبي نواس وأمثالهما كثر التهتك، ووجدت بيوت القيان، وكان الفتيان يغشون هذه الأماكن، وأنت تقرأ وصفها فإذا هي أشبه بالكباريهات في هذا العصر، واشتهرت المرأة كما يصورها كتاب ألف ليلة وليلة بالمكر والدسيسة، وتدبير المؤامرات، حتى شاع في هذا الوقت «دفن البنات من المكرمات.»
Página desconocida