Harún Rashid con Anas el compañero
هارون الرشيد مع أنس الجليس
Géneros
عبدك أيها المنعم، مع الأمير غير مجرم. وما توقع مني يا ذا الهبات، يعد من الهفوات.
الخليفة :
أما علمت يا ذا الجريرة، أن هفوة الكبير بمقام الكبيرة، وأن هفوة العقال، لا يغضى عنها ولا يمكن أن تقال؟! فاشرح ما حصل وكان، لنعفو عنك أو تدان.
الفضل :
إني أخجل من التصريح، يا سامي الشان.
الخليفة :
لا، قل ولا تخجل، ليعلم عذرك ويقبل.
الفضل :
حفظت يا طوس الخلافة، ورب المرحمة والعفافة! أعرض يا مولاي أن هذا الأمير، أمرني أن أشتري له قينة تنير، فذهبت واشتريت له قينة، ذات ألمعية وفطنة، وحسن وجمال، كالشمس والهلال، فذهبت واشتريت له قينة غراء، تدع لب من رآها هباء، وجئت بها إلى البيت، لأزينها بحسن ما اقتنيت، وبالقدر المحتوم، رآها ولدي المشئوم، فأحبها وأحبته، وعشقها وعشقته؛ فرأيت أن أهبه إياها، وأشتري للأمير قينة سواها؛ خشية يا ابن الأطهرين، من وقوع ريبة تشين، إذا قدمتها لحضرة الأمير، ومنعتها عن ولدي الختير. فلما بلغ ابن سليمان ذلك، نصب لنا أشراك المهالك، وبدسائس المعين ابن ساوي أحرق داري وسبى عيالي، وتعمد قتلي وقتل ولدي الغالي، وأمر بسجني وسجن ولدي، وأحرق بذلك كبدي، وزيادة على ذلك سجن زوجتي وولدي وخدمي وأنس الجليس، وسلب منا كل غال نفيس، وسول له ابن ساوي قتلنا جميعا، فكان له سميعا مطيعا. ولولا تشريف هذا الوزير، لما نجونا من التدمير، فأمرنا بالتشريف بين أيديكم؛ لنعرض ما ألم بنا عليكم، وها جئنا لائذين بحمى ولي العدل، ورب الإحسان والفضل.
الخليفة :
Página desconocida