ونتر العمدة قدميه مبتعدا بهما عن سعدية، وهو يقول: عظيم، تمت، ماذا أفعل الآن يا سي صالح؟!
فقال الحاج علي كمن يحاول تهدئة الحال: قل لي يا صالح أترى يا ابني العيشة بينكما ممكنة؟ - وماذا أفعل يا عم الحاجعلي؟ - طلقها يا بني.
ويقول الشيخ رضوان: نعم طلقها يا أخي.
وتترقرق العبرات في عيني صالح فتمسك بها رجولة، ويهم بأن يقول «أحبها» فترد رجولته الكلمة عن لسانه وتطلقه يقول: تكلفت في زواجها فوق ما أطيق، ولا أملك ما أتزوج به ثانية يا عم الحاجعلي.
ويقول الحاج علي في صوت يكاد يكون ساخرا: يا أخي اعتبرها تجارة بارت.
ويقول صالح في صوت مختنق بالعبرات، والمشاعر المختلفة بين الحب والكرم، والإقبال والنفور، والعزة والذلة، ازدحمت جميعها وأبت رجولته أن تبين عنها: ومن أين لي بمتأخر الصداق يا عم الحاجعلي؟
وتصيح سعدية: لا أريده، أبرأتك من الحق والمستحق، ولا أريد منك شيئا، فقط ... طلقني. - أهكذا يا سعدية وتهون العشرة؟ - تهون. - الأمر لله، عندما يسترد الشيخ عبد الودود صحته أطلقك.
وينبري الشيخ رضوان قائلا: وما الحاجة إلى الشيخ عبد الودود؟ قل لها: طلقتك ثلاثا طلاقا بائنا لا رجعة فيه، تصبح طالقا، وأوراق الشيخ عبد الودود تسجل الطلاق فيما بعد.
ويقول صالح في تماسك كتماسك الزجاج المتحطم أوشك أن ينهار: أهذا ما تريدين يا سعدية؟
وتقول سعدية في جمود مشيحة بوجهها عنه: نعم.
Página desconocida