ورأى شمس الدين أنه يطير بلا توقف، وعند كل محطة تهزه نشوة سرور وإلهام. وباركه عاشور الناجي وهو يمتطي مهرا أخضر. وهزجت له الملائكة فوق سطح السحاب. وانفتح باب التكية وتدفق منه اللحن الملكي وثمار التوت.
أما عجمية فقد حملت على هودج مكلل بالستائر المزركشة.
واستقبلتها فلة بوجه مشرق وقلب كئيب.
34
في الصباحية جلس على أريكته المختارة بمدخل القهوة.
لمح عيوشة تتسلل نحوه، ثم تقرفص تحت يمينه. حجبت سحابة ضوء الشمس. همس الصوت المثرم: ألف نهار أبيض!
فشكر، فاستدركت: ولو أني لم أشهد الفرح!
فقال بخمول: دعوتك مباحة في جميع الأفراح. - على أي حال نتوقع أن يشملنا عدل فتوتنا كالآخرين! - أي ظلم تشكين؟ - إني أدافع عن ضعف سيدة جليلة.
فقال بامتعاض: أنت الغاوية! - هل تصح الغواية على القوي الأمين؟!
فتمتم متكدرا: عليك اللعنة.
Página desconocida