فقال بحزم: لقد قال أبي كلمته وما علي إلا الطاعة.
وقال لنفسه إن قلبها لطموح، إنها متمردة، ترى ما حقيقة تاريخك أيتها السيدة التي أحبها أكثر من أي شيء في الوجود؟
24
اعترف شمس الدين بأن أمه قوية وعنيدة. اعترف أيضا بأنه يحبها ويحترمها، لا باعتبارها أمه فحسب، ولكن بصفتها أرملة عاشور الناجي أيضا. أجل إن عاشور الناجي أبوه، ولكنه يمثل في الوقت ذاته حقيقة أكبر من الأبوة. وهو يهيم بهذه الحقيقة أكثر من الأبوة نفسها، هي محور حياته. ومعقد أمله، وسر افتتانه بالعظمة الحقيقية.
لذا قرر أن يصيب هدفه دون مشاورة عقيمة.
مضى بصديقه دهشان إلى الساحة أمام التكية في أول الليل. كانت ليلة من ليالي الصيف الرائقة، والحناجر تشدو بألحانها، والنجوم فوقها تتوامض في سلام.
وقال شمس الدين لدهشان: في هذا المكان الطيب كان عاشور يخلو إلى نفسه ويواصل أسمى أفكار الحياة.
فدعا دهشان لمعلمه القديم بالرحمة في السموات، فقال شمس الدين: وقد اخترته لتحل بركته بما سأطلبه منك.
فتمتم دهشان: إني رهن أمرك ولتحل به البركة.
فقال شمس الدين بهدوء: أريد ابنتك عجمية على سنة الله ورسوله!
Página desconocida