وهمس في أذن درويش: علينا أن نعيد التفكير لمواجهة الخماسين.
فمضى درويش وهو يقول: إنه الفتوة الجديد بلا منازع.
ومن الميدان ترامى طبل وزمر.
وفي الحال خرج إلى الحارة أهلها نساء ورجالا وصغارا. وتهادت كارو من ذوات العجلات الأربع قد تربع في وسطها عاشور، تتقدمها الزفة، ويحدق بها رجال العصابة.
صفق الناس وهللوا ورقصوا، ومن شدة الزحام قطعت العربة المسافة بين مدخل الحارة والزاوية في حوالي الساعة.
وتواصل الرقص والطرب حتى فجر اليوم التالي.
خاتمة
وجد عاشور الناجي نفسه فتوة للحارة دون منازع. وكما توقع الحرافيش أقام فتونته على أصول لم تعرف من قبل؛ رجع إلى عمله الأول ولزم مسكنه تحت الأرض، كما ألزم كل تابع من أتباعه بعمل يرتزق منه، وبذلك محق البلطجة محقا. ولم يفرض إتاوة إلا على الأعيان والقادرين لينفقها على الفقراء والعاجزين. وانتصر على فتوات الحارات المجاورة فأضفى على حارتنا مهابة لم تحظ بها من قبل؛ فحف بها الإجلال خارج الميدان، كما سعدت في داخلها بالعدل والكرامة والطمأنينة.
وكان يسهر ليله في الساحة أمام التكية، يطرب للألحان، ثم يبسط راحتيه داعيا: «اللهم صن لي قوتي، وزدني منها؛ لأجعلها في خدمة عبادك الطيبين.»
شمس الدين
Página desconocida