237

Los marginados

الحرافيش

Géneros

55

قبع رمانة في داره. قضى على نفسه بالسجن بلا حكم. يحيط به الخوف ويستكن في قلبه الخزي. ينفق من ماله غير المستثمر ومن مال رئيفة. يقتله الضجر. يهرب من الضجر في الخمر والمخدرات. يمارس غضبه على الخدم والجدران والأثاث والمجهول.

ومضت العلاقة تتوتر بينه وبين رئيفة، وتسوء يوما بعد يوم. اشمأزت من جبنه وبطالته وغيبوبته وصراخه. وسرعان ما اشتد الخلاف والنقار، وحل النفور محل الوئام. وكلما نشبت بينهما مشاجرة طالبته بالطلاق حتى فقد وعيه ذات مرة فطلقها. كان القرار أهوج؛ إذ كان كل منهما لا يستغني عن حب الآخر، ولكن الغضب مجنون، والكبرياء عربيدة، والتمادي مرض. وكأنما أراد كل شريك أن يثبت للآخر أنه هو العقيم، فسرعان ما تزوجت رئيفة من قريب لها، على حين تزوج رمانة من جارية في داره. وثبت لهما باليقين تقريبا أنهما عقيمان. وتزوج رمانة من ثانية وثالثة ورابعة حتى تجرع كأس اليأس لآخر نقطة فيه.

عاش رمانة كما عاشت رئيفة في الجحيم، في دنيا الضجر بلا حب.

56

ذات صباح جاء الحارة رجل غريب. معتم بعمامة سوداء، متلفع بعباءة أرجوانية، ضرير يسترشد في مسيره بطرف عصاه، ذو لحية بيضاء وجبين نبيل. مرت فوقه الأعين بلا اكتراث، ترك وشأنه، تساءل البعض عما جاء به.

عندما ابتعد عن مدخل الحارة بأذرع هتف: يا أهل الله!

فسأله الخمار صديق أبو طاقية: ماذا تريد؟

فقال بنبرة حزينة: دلوني على دار خضر سليمان الناجي.

تفرس صديق أبو طاقية في وجهه مليا. سرعان ما رأى حلما. سرعان ما دهمه الماضي. صاح بذهول: يا ألطاف الله! المعلم سماحة بكر الناجي!

Página desconocida