215

Los marginados

الحرافيش

Géneros

في أوائل الربيع ونداءات الباعة تتردد بالملانة والعجور وضعت عزيزة طفلا أسموه عزيز. وطوقت الشواغل قرة حتى هدأ كل شيء، فرقدت عزيزة في فراشها وراح هو يحنو على الوليد متأملا. تأمله بقلب مضطرب بشتى الانفعالات المتضاربة. ورنت عزيزة إليه برقة وإعياء وفخار وتمتمت: ما أشبهه بك!

لم توكد ذلك؟ إنه لا يجد له شكلا ولكنها تتكلم ببراءة. لقد نسيت الماضي تماما وهي غريقة البراءة والحب. عاد الرفيقان - السرور والألم - يتجاذبانه. ولكنه كان مصمما على الحياة والسعادة.

23

ومحافظة على المظاهر زار جناحه رمانة ورئيفة. أهديا الوليد مصحفا مذهب الغلاف. وقال له رمانة: يتربى في عزك.

ورنت رئيفة إلى الوليد طويلا وهي تقول: ما أجمله!

وتقلص قلب عزيزة وهي ترى نظرة رئيفة فوق وجه عزيز. وتصرف قرة التصرف الطبيعي المرح. وطيلة الوقت سأل ربه أن يلهمه الصواب، أن يضيئه بالحقيقة، ألا يعرض حبه لمحنة مضللة، أن يعبر به الوساوس والظلمات، أن يرفعه إلى براءة عزيزة وصدقها، ألا يتردى في الجحيم بإرادته.

24

وحمل الطفل في لفافته ومضى به ليلا إلى ساحة التكية. استقبل فيض الأناشيد في أوله. دعا الله أن يجعل من الصغير غصنا في دوحة البطولة والخير، أن تتجسد فيه الأحلام المقدسة لا الأهواء الجامحة الشريرة. وسرح فكره إلى الممر الضيق حيث ترك عاشور في مثل سن ابنه. وكما تعبر سحابة وجه القمر فتحجب نوره اقتحمه خاطر مظلم. تذكر ما يتقول به الأعداء عن عاشور وأصله. غشيته كآبة عفنة. لاذ بالأناشيد ليغتسل من عرقها الحامض. وغمغم: «اللهم هبني القوة.»

انغمس في الأنغام تماما وهي تردد:

نقدها را بود آياكه عياري كيرند

Página desconocida