213

Los marginados

الحرافيش

Géneros

ومضت الأيام المتأججة بالصيف. استسلم قرة تماما وعشق عزيزة. آمن بأن الحب إذا شاء قهر التراث. ومثلت عزيزة ورئيفة دورهما بإتقان كشقيقتين، فلم تلاحظ أنسية شيئا يكدر البال. وفي حجرة الإدارة بمحل الغلال واصل قرة ورمانة عملهما، ولم يتبادل بينهما حديث إلا في شئون العمل. هكذا تجاور الحب والمقت.

وسرعان ما حبلت عزيزة. وشمل الفرح آل البنان وآل الناجي. قرة وحده تمنى لو تأخر الحبل. وتساءل متى بدأ؟ تسللت حشرة إلى قلب الزهرة النابض بالنضارة. أظلم المعبد المنير بروح شريرة. إبر الشك المحماة المسمومة. ولكنها لا تقرأ أفكاره. إنها تمرح في البراءة والحب الصادق. ولم يعد للتراجع موضع. إنه رجل حر وصادق وعاشق، وهو مؤمن أيضا وثقته بالله عظيمة. وأصبح رفيقا للسرور والألم.

20

لم لم تحبل رئيفة؟

تردد السؤال بقلق في دار آل البنان وآل الناجي. وانطحنت به رئيفة وعيناها تطفحان بالحنق. لا يؤخر الحبل إلا علة، فالطبيعة لا تعرف التأجيل. وحامت الشبهة كالعادة حول رئيفة. ولم يهدأ لأمها بال. واستفتيت الداية فأفتت بالمشورة تلو المشورة. وبمضي الأيام رسخ الخوف وتوكد الجزع فتجمعت سحب الأحزان.

وقال رمانة وهو ثمل في مخدعه: يا لها من ضجة!

فقالت رئيفة بحدة: لا يرحمون، إنه الجحيم.

قال رمانة ممتعضا: إنكما متماثلتان، فما النقص بك؟

فتملكها غضب شديد وتساءلت: ألهمك الله أن النقص بي وليس بك؟!

فقال غاضبا: إني رجل كامل! - ما من رجل إلا ويتصور ذلك!

Página desconocida